الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

ثالث دولة غير عربية يزورها... الأسد في الصين بحثاً عن دعم لإعادة إعمار بلاده

المصدر: "أ ف ب"
ملصق يحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد معلّق على نافذة في سوق الحميدية في دمشق (أ ف ب).
ملصق يحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد معلّق على نافذة في سوق الحميدية في دمشق (أ ف ب).
A+ A-
وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى مدينة هانغتشو الصينية في أول زيارة رسميّة له منذ نحو عقدين إلى الدولة الحليفة، وفي وقت يجهد للحصول على دعم لإعادة إعمار بلاده التي دمرتها الحرب.
 
واعتبرت الصين أن الزيارة التي بدأها الرئيس السوري بشار الأسد الخميس تشكّل فرصة لدفع العلاقات بين دمشق وبكين الى "مستوى جديد".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ "نرى بأن زيارة الرئيس بشار الأسد ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين، بما يدفع العلاقات الثنائية الى مستوى جديد".
 
 

والصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد خلال سنوات النزاع المستمرّ في بلاده منذ العام 2011، بعد روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، واللتين تقدمان لها دعماً اقتصادياً وعسكرياً غيّر ميزان الحرب لصالحها. وتندرج هذه الزيارة في إطار عودة الأسد تدريجياً منذ أكثر من سنة إلى الساحة الدولية بعد عزلة فرضها عليه الغرب خصوصاً بسبب قمعه الحركة الاحتجاجية في بلاده التي تطورت إلى نزاع مدمّر.
 

وبذلك، يُصبح الأسد آخر رئيس دولة، تُعدّ معزولة على نطاق واسع، تستضيفه الصين العام الحالي بعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والإيراني ابراهيم رئيسي. كما استضافت الصين عدداً من المسؤولين الروس.

وترافق الأسد زوجته أسماء ووفد سياسي واقتصادي.

وتشمل الزيارة لقاءات وفعاليات في مدينتي هانغجو وبيجينغ.

وذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من الحكومة أن الأسد سيحضر حفل افتتاح الألعاب الآسيوية في هانغجو في 23 من الشهر الحالي.
 
 
ولم تعلّق وزارة الخارجية الصينية على مضمون الزيارة.

وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس سوري إلى الصين منذ العام 2004، فيما زار مسؤولون صينيون دمشق خلال فترة النزاع الدامي.
 

ودعمت الصين دمشق في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي، فامتنعت مراراً عن التصويت لقرارات تدينها خلال النزاع، واستخدمت الفيتو الى جانب روسيا لوقف هذه القرارات.

ويقول المحلّل السياسي السوري أسامة دنورة من دمشق "هذه الزيارة تمثّل كسراً لنطاق مهم من العزل الديبلوماسي والحصار السياسي المفروض على سوريا، كون الصين دولة عظمى وذات ثقل على المستوى الاقتصادي والاستراتيجي الدولي".

وأضاف لوكالة "فرانس برس" "الصين تكسر التابوهات الغربية التي تحاول منع عدد من الدول من التعاطي مع ما تعتبره واشنطن دولا معزولة".

وتفرض دول غربية عقوبات اقتصادية لطالما اعتبرتها دمشق سبباً أساسياً للتدهور المستمرّ في اقتصادها.

"شريك موثوق"
 
بالنسبة لدمشق، وفق دنورة، تُعدّ الصين "شريكاً موثوقاً" وخصوصاً في المجال الاقتصادي وإعادة الإعمار.

وعن استثمارات صينية محتملة، يقول "الصين لديها القدرة على إنجاز البنى التحتية في الإعمار في المناطق السكنية والمدنية بسرعة استثنائية".
 

بعد 12 سنة من نزاع مدمّر أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص وخلّف ملايين النازحين واللاجئين ودمّر البنى التحتية للبلاد، تسعى سوريا اليوم إلى الحصول على دعم الدول الحليفة لمرحلة إعادة الإعمار.

وكان الرئيس السوري أعرب في تصريحات سابقة عن أمله في أن تستثمر مؤسّسات صينية في سوريا.
 
وتأتي زيارة الأسد في وقت تلعب بيجينغ دوراً متنامياً في الشرق الأوسط، وتحاول الترويج لخطتها "طرق الحرير الجديدة" المعروفة رسمياً بـ"مبادرة الحزام والطريق"، وهي مشروع ضخم من الاستثمارات والقروض يقضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وإفريقيا.

وانضمت سوريا في كانون الثاني 2022 إلى مبادرة "الحزام والطريق".

وبالتوازي، تعزّز الصين حراكها الديبلوماسي، وقد استضافت خلال الأشهر الماضية قادة دول ومسؤولين يواجهون عزلة دولية بينهم البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو وممثلون عن حركة "طالبان" في أفغانستان. كما استقبلت الرئيس الفنزويلي الذي تواجه بلاده الغنية بالنفط أزمة اقتصادية خانقة.

وأعلن الكرملين الأربعاء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور الصين أيضاً في تشرين الأول، في وقت تواجه موسكو غضباً غربياً جراء حربها في أوكرانيا.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم