حرب باردة ولكن هذه المرّة عبر الممرّات

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "بلاده ستعمل مع كل من الإمارات والسعودية والعراق بشأن ممر للسكك الحديدية والموانئ في المنطقة".وأضاف أردوغان خلال إفادة صحفية في ختام قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في 10 أيلول الجاري، أنه "يأمل أن يعمل مشروع ممر الموانئ والسكك الحديدية بالتنسيق مع مبادرة الحزام والطريق الصينية".أطلق الرياضي اليوناني إقليدس نظريته الهندسية التي تؤكّد أن كل خطين متوازيين لن يلتقيا. فمنذ أكثر من ألفي عام ونظريته هذه لم تزل تطَبَّق ولو من خلال الخطين المتمثليْن بالممرين الاقتصاديين، أحدهما ينطلق من الصين وصولاً إلى أوروبا، والآخر من الهند نحو أوروبا. فهذان الممران، حتى لو التقيا جغرافياً في مناطق مشتركة، إلا أنّ الأكيد أنهما لن يلتقيا في الأهداف.لقد اعتبر البعض أن طرح أردوغان ليس سوى فرضية تحمل الكثير من المغالطات فيها، ولا سيما من جهة إقامة التنسيق بين الممر الاقتصادي الهندي والطريق والحزام الصيني. فهل المحادثات التي عملت عليها الإدارة الأميركية منذ كانون الثاني الماضي، حول بناء المشروع مع الهند والمملكة العربية السعودية ومجموعة الدول الأخرى بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" تهدف إلى تفعيل التنسيق مع طريق الحرير الصينية؟ قطعاً لا، لم تضع واشنطن جهودها إلا لقطع الطريق أمام الطموح...