الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ناشطون ينتقدون رزوح باشليه تحت وطأة آلة الدعاية الصينيّة

المصدر: أ ف ب
باشليه (إلى اليسار) تحضر اجتماعًا افتراضيًا مع الرئيس الصيني شي، في قوانغتشو (25 ايار 2022، أ ف ب).
باشليه (إلى اليسار) تحضر اجتماعًا افتراضيًا مع الرئيس الصيني شي، في قوانغتشو (25 ايار 2022، أ ف ب).
A+ A-
قال ناشطون إن آلة الدعاية الصينية تفوقت على مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، خلال زيارتها للصين، تاركة إياها تواجه اتهامات بأداء دور في تبييض الانتهاكات بحق الأقليات في شينجيانغ. 

زيارة باشليه المقررة منذ فترة طويلة هذا الأسبوع قادتها الى هذه المنطقة الواقعة في غرب الصين حيث تتهم بيجينغ بسجن أكثر من مليون شخص من الأويغور وأقليات مسلمة أخرى وتفرض تعقيم النساء وتدير معسكرات عمل قسري تغذي سلاسل التوريد العالمية.

وصفت الولايات المتحدة وكذلك العديد من المشرعين الغربيين هذه الأعمال بانها "إبادة"، وهو ما نفته الصين بشدة، معتبرة أنها تقوم فقط بعمليات أمنية ضرورية لوقف التطرف وتسريع التنمية.

تعرضت باشليه لانتقادات من مجموعات حقوقية وأخرى تابعة للأويغور في الخارج اعتبرت أنها انجرفت في جولة منظمة من الحزب الشيوعي، بما يشمل محادثاتها مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، والتي صورتها وسائل الاعلام الرسمية لاحقا انها تأييد متبادل لمثل الصين العليا بشأن حقوق الانسان.

ومن المقرر أن تعقد مفوضة الأمم المتحدة مؤتمرا صحافيا في وقت متأخر السبت عند انتهاء رحلتها.

يتوقع أن تواجه أسئلة عما إذا تمكنت من الوصول إلى سكان من الأويغور ومنشآت اعتقال في شينجيانغ ما يعطيها فرصة أخيرة فيما هي داخل الصين للحديث بشأن الاتهامات بحصول تجاوزات.

يقول ألكان أكاد، الباحث في شؤون الصين في منظمة العفو الدولية، "من الواضح جدا" أن الصين استخدمت حتى الآن الزيارة "للترويج لخطابها الخاص والدفاع عن سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان".

من جهتها، قالت مايا وانغ الباحثة البارزة في شؤون الصين لدى "هيومن رايتس ووتش" إن الهدف "هو الإظهار للعالم أنها قادرة على تطويع مسؤولة كبيرة في مجال حقوق الانسان في الامم المتحدة وبالتالي مبدأ حقوق الإنسان في ذاته، بحسب إرادتها".

ونددت الناشطة من الأويغور رحيمة محمود بالزيارة قائلة لوكالة فرانس برس "هذا ليس التحقيق المحايد والمستقل الذي تم وعدنا به".

وأضافت أن بيجينغ تسعى بدلاً من ذلك إلى "الحصول على تصريح مجاني لمواصلة ممارسة القمع والمراقبة والتعذيب والإبادة الجماعية ضد مجتمعات مثل مجتمعي".

- "تم استخدامها"-
باشليه موجودة في شينجيانغ منذ الثلثاء فيما قال مكتبها إنها تخطط لزيارة أورومتشي عاصمة شينجيانغ ومدينة كاشغار القديمة على طريق الحرير.

لكن لم تعرف أي تفاصيل عما رأته أو من التقته خلال زيارة تمت بشكل مغلق بأمر من بيجينغ التي تحدثت عن مخاطر كوفيد.

ملأت الصين الفراغ الإعلامي واستفاضت وسائل الإعلام الرسمية في نشر محاضر إيجابية للقاءات بينها وبين شي وكذلك مع وزير الخارجية وانغ يي.

ونقلت عن باشليه قولها إنها "أعجبت بجهود الصين وإنجازاتها في... حماية حقوق الإنسان" خلال اللقاء الافتراضي مع شي جينبينغ.

لكن المتحدث باسم باشليه لم يؤكد في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس ما اذا كانت التقارير دقيقة. وقال ان الامم المتحدة لن تنشر محاضر عن اللقاءات الثنائية.

ثم جاء "توضيح" عاجل من الأمم المتحدة لم يصل الى حد نفي أنها أشادت بسجل الصين في مجال حقوق الانسان، لكن لم يذكر أي من الطرفين شينجيانغ في المحاضر.

وقال الناشط من الأويغور عبد الولي أيوب المقيم في النروج إنه يشعر "بخيبة" لأن باشليه بدت أنها تسمح لبيجينغ "باساءة تفسير" كلماتها.

وأضاف لوكالة فرانس برس "لقد استخدموها في الدعاية".

وفي حين لم يتضح ما تمكنت من رؤيته في شينجيانغ فقد تم تقديم كتاب عن اقتباسات شي جينبينغ عن حقوق الإنسان في صور تم تداولها في وسائل الإعلام الصينية.

كما أشادت مقالات وسائل الإعلام التي تزامنت مع زيارتها بالتنمية الاقتصادية في شينجيانغ وارتفاع الدخل.

ترفض الصين كل الانتقادات الموجهة لسياساتها في شينجيانغ، وتندد في معظم الأحيان بمن يتدخلون في شؤونها الداخلية.

نفت بيجينغ ان تكون رحلة باشليه تشكل تحقيقا قائلة إنها تشكل فرصة "لتوضيح تضليل إعلامي".

هي الزيارة الأولى لمسؤول أممي رفيع الى الصين خلال 17 عاما وتأتي بعد مفاوضات شاقة حول معايير هذه الزيارة التي تقول الأمم المتحدة إنها ليست مهمة لتقصي الحقائق ولا تحقيقا.

وقال ستيف تسانغ مدير معهد SOAS الصيني، إن الفكرة القائلة إن بيجينغ لن تستخدم الزيارة "لطرح روايتها الخاصة" بشأن حقوق الإنسان هي فكرة "لا يمكن ان تؤخذ على محمل الجد".

وأضاف "يجب أن تتحلى بالشجاعة السياسية والنزاهة للتحدث بصراحة عندما يتم تحريف كلماتها وزيارتها"، مشير الى انه "إذا لم تكن مستعدة وقادرة على القيام بذلك، فما كان ينبغي ان تقوم بالزيارة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم