الدول المتسلّقة على ويلات الحرب

اختتمت باسطنبول في وقت متأخر من مساء الجمعة 7 تموز الجاري مباحثات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اعتبر بعد لقائه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "على روسيا وأوكرانيا العودة إلى مباحثات السلام"، معلنًا أن "الرئيس الروسي سيزور تركيا الشهر المقبل". ولفت أردوغان إلى أنه "أكدنا مع أوكرانيا ضرورة وقف الحرب، فهي حرب عبثية وأهداف العملية العسكرية الروسية لا تتناسب مع القوانين الدولية"، مشدّدًا على "أننا رفضنا ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم منذ عام 2014"، وأن "أوكرانيا تستحق أن تكون عضوًا في حلف شمال الأطلسي".لم يكتفِ أردوغان بدعم أوكرانيا في الحرب بل عمد إلى تحدي روسيا بعدما عاد الرئيس زيلينسكي من تركيا إلى بلاده ومعه خمسة من قادة كتيبة "آزوف" القومية الأوكرانية، في خطوة اعتبرها الكرملين "انتهاكًا تركيًا" لاتفاقات تبادل الأسرى، "التي كانت تقضي ببقائهم على الأراضي التركية بضمانات شخصية من الرئيس أردوغان".استطاع أردوغان أن يجعل من تركيا "حاجة" إلى الدول المتحاربة، وسعى إلى فرض منطق التحاور بين المتناقضين لأجل إيجاد مخرج لتسوية ما بهدف إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا، في حين لم تستطع الأمم المتحدة لعب هذا الدور. بذا يكون أردوغان قد استفاد من التوتر الحاصل على الساحة الدولية...