الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

أذربيجان ترفض تقديم ضمانات إضافيّة للأرمن في جيب ناغورنو- كراباخ

المصدر: رويترز
ديبلوماسيون أجانب وملحقون عسكريون يزورون برفقة مسؤولين محليين وجنود أرمن، مستوطنة يراسخ على الحدود مع أذربيجان لتفقد تداعيات ما قيل إنه قصف أذربيجاني (15 حزيران 2023، أ ف ب).
ديبلوماسيون أجانب وملحقون عسكريون يزورون برفقة مسؤولين محليين وجنود أرمن، مستوطنة يراسخ على الحدود مع أذربيجان لتفقد تداعيات ما قيل إنه قصف أذربيجاني (15 حزيران 2023، أ ف ب).
A+ A-
رفض وزير خارجية أذربيجان طلبا من أرمينيا بشأن تقديم ضمانات أمنية خاصة لنحو 120 ألف من الأرمن يعيشون في جيب ناغورنو- كراباخ قبل جولة جديدة من محادثات السلام، قائلا إنهم محميون بصورة كافية.

وظل جيب ناغورنو-كراباخ، الذي يعترف به المجتمع الدولي على أنه جزء من أذربيجان، محور صراعات بين الجارتين من القوقاز منذ الأعوام السابقة لانهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، وبين الأرمن والأذريين الترك لما يربو على قرن من الزمان.

وبعد قتال محتدم ووقف إطلاق نار توسطت فيه روسيا، سيطرت أذربيجان في 2020 على مناطق كان يسيطر عليها الأرمن في منطقة ناغورنو-كراباخ الجبلية وحولها.

ومنذئذ، يناقش الطرفان إبرام اتفاق سلام يمكنهما بموجبه الاتفاق بشأن الحدود وتسوية الاختلافات التي تخص جيب ناغورنو- كراباخ وإلغاء تجميد العلاقات.

وفيما بدت أنها انفراجة، نُقل عن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قوله الشهر الماضي إن أرمينيا تعترف بالفعل بأن ناغورنو- كراباخ جزء من أذربيجان، لكنها تريد من باكو تقديم ضمانات لسكان الجيب من الأرمن.

ولكن في مقابلة مع رويترز، قال جيحون بيراموف، وزير خارجية أذربيجان، إن هذه الضمانات لا داعي لها، وإن هذا الطلب يصل إلى حد التدخل في شؤون بلده.

وأردف "لا نقبل هذا الشرط المسبق أو مزاعم أرمينيا لعدد من الأسباب".

وأضاف "أكثر الأمور جوهرية هي التالي: هذه قضية سيادية داخلية. يكفل الدستور الأذري وعدد من المعاهدات الدولية التي تشارك فيها أذربيجان جميع الشروط الضرورية لضمان حقوق هؤلاء السكان".

وقال إنه سيظل بوسع الأرمن التحدث بلغتهم وتلقي تعليمهم بها والحفاظ على ثقافتهم إذا اندمجوا في المجتمع الأذربيجاني وهياكل الدولة مثل الأقليات العرقية والدينية الأخرى.
 
 
وقال بيراموف إنه تم إحراز "بعض التقدم" في محادثات السلام، وإن باكو حريصة على إبرام اتفاق، لكنه أدلى أيضا بتصريحات تظهر كيف أن الفجوة لا تزال كبيرة قبل أن يلتقي نظيره الأرميني لعقد المزيد من المحادثات في واشنطن بالأسبوع المقبل.

وقال بيراموف "نعتقد أنها المرة الأولى التي يدلى فيها رئيس وزراء أرميني علانية بهذا. لماذا استغرق الأمر من رئيس الوزراء عامين ونصف العام (منذ انتهاء الحرب) ليقول إنه يعترف بسيادة أذربيجان ووحدة أراضيها؟"

كما احتج بيراموف، الذي كان في لندن لحضور مؤتمر تعافي أوكرانيا، على استمرار تواجد آلاف الجنود الأرمينيين على الأراضي الأذربيجانية.

وتحاول كل من موسكو وواشنطن والاتحاد الأوروبي على نحو منفصل المساعدة في إحلال سلام دائم بين أذربيجان وأرمينيا.

ويتعرض باشينيان لضغط كبير في بلاده لحماية حقوق الأرمن الذين يعيشون في جيب ناغورنو-كراباخ في الوقت الذي تضغط فيه باكو من أجل حل الحكومة والهيئات العسكرية الأرمينية وأن يقبل السكان جوزات السفر الأذربيجانية.

وأدى إنشاء باكو لنقطة تفتيش في ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط بين الجيب وأرمينيا، إلى زيادة حدة التوتر بعد شهور من اضطرابات تسبب فيها أشخاص قالوا إنهم ناشطون بيئيون من أذربيجان.

وتقول باكو إن نقطة التفتيش ضرورية لمنع تهريب الإمدادات العسكرية إلى الجيب وخروج مواد تم استخراجها بشكل غير قانوني. وتنفي باكو مزاعم الأرمن بأنها فرضت حصارا من شأنه جعل حياة سكان كراباخ بائسة.

واتهم روبن فاردانيان، وهو مصرفي ملياردير ومسؤول كبير سابق في حكومة كراباخ الانفصالية حتى شباط، باكو أمس الخميس لمحاولتها تنفيذ "تطهير عرقي" في الجيب عن طريق فرض ما وصفه بأنه حصار على البضائع والطاقة، وتنفي أذربيجان هذه المزاعم.

وقال بيراموف إنه يمكن التوصل إلى اتفاق سلام إذا كانت أرمينيا مستعدة لاتخاذ خطوات بعينها.

وقال "إذا كانت هناك نية لاتخاذ خطوات عملية وليس فقط الإدلاء بتصريحات، أعتقد أنه من المحتمل أن نتوصل إلى اتفاقية ربما حتى قبل انتهاء العام الجاري".

وأضاف "لكن إن لم يكن هناك استعداد حقيقي... فقد يكون بعد ذلك".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم