حرب الممرّات ستشعل جبهة القوقاز

في الأشهر الأخيرة، بدأ الحديث عن "الممر الأوسط" الذي يربط الصين بأوروبا يعود الى الواجهة مجددًا مكتسبًا المزيد من الزخم، وهو ممر تجاري يتوقع له بعض الخبراء أن يغيّر ملامح التجارة في آسيا وأوروبا. "الممر الأوسط"، الذي يسمى "طريق النقل الدولي العابر لبحر قزوين" و"سكة حديد باكو- تبيليسي- قارص"، هو طريق تجارة يهدف الى ربط الصين بأوروبا من دون المرور في المساحة الشاسعة للاتحاد الروسي.بعد الحرب الروسية في أوكرانيا وفي ظلّ محاولة الدول الأوروبية الضغط على موسكو اقتصاديًا وبكل الوسائل الممكنة لحضّها على وقف عمليتها في شرق أوروبا، عمدت الدول الغربية إلى اتّباع سياسة "عزل موسكو" من خلال استخدام طريق يربط أوروبا بالصين من دون الحاجة إلى المرور بروسيا. بدأ الممر الأوسط يكتسب كل هذا الزخم، مع الجهود التي تقودها ألمانيا لتطوير البنية التحتية للممر ليصبح قادرًاعلى استبدال الممر الشمالي. يرى الكثير من المحللين في التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحديدًا بعد عودته من الصين، وحديثه عن ضرورة الانفصال عن "التبعية" للولايات المتحدة، وإبعاد الاتحاد الأوروبي بإقحام نفسه في الصراع الدائر بين تايبه وبكين، خطوة إضافية تصب في مصلحة "الممر الأوسط".يُعدّ الممر الأوسط واحدًا من بين ثلاثة ممرات للتجارة العالمية بين الصين وأوروبا، لكنه بدأ يأخذ الكثير من الزخم، إذ انخفضت الشحنات بين الصين والاتحاد الأوروبي...