الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

9 أيام من الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني: الرئيس الإيراني يوجّه بـ"التعامل بحزم" مع المتظاهرين "المخلّين بالأمن"

المصدر: أ ف ب
لقطة شاشة من فيديو يعود الى 22 أيلول 2022، وتظهر متظاهرات إيرانيات يحرقن حجابهن ويشعلن النار في سلة مهملات في طهران (أ ف ب).
لقطة شاشة من فيديو يعود الى 22 أيلول 2022، وتظهر متظاهرات إيرانيات يحرقن حجابهن ويشعلن النار في سلة مهملات في طهران (أ ف ب).
A+ A-
دعا رئيس السلطة القضائية في إيران، الأحد، إلى "عدم التساهل" مع المتظاهرين بعد تسعة أيام من الاحتجاجات في أنحاء البلاد على وفاة شابة أثناء توقيفها لدى الشرطة قُتل فيها 41 شخصا.
 
ووجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي  في وقت سابق الأحد سلطات إنفاذ القانون بـ"التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة "ارنا" بالعربية.
 
وشدد رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي على "ضرورة التعامل بدون أي تساهل" مع المحرضين على "أعمال الشغب"، حسبما ذكرت وكالة أنباء القضاء "ميزان أون لاين".

ونُظمت تظاهرات دعما للاحتجاجات في إيران السبت في دول عدة من بينها كندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا والعراق. 

اندلعت الاحتجاجات في 16 أيلول، يوم وفاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران بتهمة "ارتداء ملابس غير لائقة" وخرقها قواعد لباس المرأة الصارمة في جمهورية إيران الإسلامية.

وهذه الاحتجاجات هي الأوسع منذ تظاهرات تشرين الثاني 2019 التي نجمت عن ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها نحو مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلاً بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية).

وتنفي السلطات أي تورط لها في وفاة مهسا أميني (22 عاما) المنحدرة من محافظة كردستان (شمال غرب). لكن منذ 16 أيلول، يخرج إيرانيون غاضبون إلى الشوارع ليلا للتظاهر.

وبحسب حصيلة رسمية غير مفصّلة تشمل متظاهرين وعناصر أمن، قتل 41 شخصا. لكن الحصيلة قد تكون أكبر، إذ أعلنت منظمة "حقوق الإنسان في  إيران" غير الحكومية ومقرها أوسلو عن مقتل 54 متظاهراً على الأقل في الحملة القمعية.

وبينما وصف المتظاهرين بـ"المخلين بالأمن"، دعا الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي السبت السلطات إلى "التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة "ارنا" بالعربية. 

وأكد رئيسي على ضرورة "التمييز بين الاحتجاج وتعطيل النظام العام والأمن". 

- مسيرة داعمة للسلطات -
حملت وزارة الخارجية الإيرانية عدوها اللدود الولايات المتحدة مسؤولية الاضطرابات وحذرت من أن "المحاولات الرامية الى المساس بالسيادة الايرانية لن تمر من دون رد"، وفق ما نقلت "إرنا". 

وأعلنت الخارجية الأحد أنها استدعت سفير بريطانيا للاحتجاج على ما وصفته بأنه "تحريض على أعمال شغب" تنتهجه شبكات تلفزة معارضة للنظام الإيراني تبث من لندن باللغة الفارسية.

كذلك استدعت سفير النروج لسؤاله بشأن "تصريحات غير بناءة شكّلت تدخلا في شؤون إيران الداخلية" أدلى بها رئيس البرلمان النروجي على خلفية التظاهرات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية.

أما وزير الداخلية أحمد وحيدي فقال وفق نفس المصدر إنه يتوقع "من السلطة القضائية أن تلاحق بسرعة المدبرين والمنفذين الرئيسيين لأعمال الشغب" بعد إعلان الشرطة توقيف أكثر من 700 شخص.

ووفق لجنة حماية الصحافيين ومقرها الولايات المتحدة، اعتُقل 17 صحافيا في إيران منذ 19 أيلول.

على غرار يوم الجمعة الماضي، ستنظم مسيرة مؤيدة للحكومة بعد ظهر الأحد في طهران بدعوة من السلطات.

واندلعت تظاهرات السبت في عدة مدن إيرانية من بينها العاصمة طهران حيث أظهر مقطع فيديو امرأة تمشي ورأسها مكشوف وتلوح بحجابها في وسط الشارع، منتهكة بذلك قواعد اللباس الصارمة.

ويتوجب على النساء في إيران تغطية شعرهن وجسمهن بلباس يتجاوز الركبتين في الفضاء العام، وعدم ارتداء السراويل الضيقة أو الجينز الممزق، من بين أزياء أخرى.

وأظهرت صور انتشرت على نطاق واسع إيرانيات يحرقن حجابهن خلال الاحتجاجات.

من جهته حضّ حزب "اتحاد شعب إيران الإسلامي" الإصلاحي الدولة السبت على إلغاء إلزامية ارتداء الحجاب وإطلاق سراح الموقوفين.

- "نساء شجاعات" -
شهدت التظاهرات اشتباكات مع قوات الأمن وإضرام محتجين النار في سيارات شرطة مرددين شعارات مناهضة للحكومة، بحسب وسائل إعلام ونشطاء.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت في الأيام الأخيرة مشاهد عنف في طهران ومدن رئيسية أخرى مثل تبريز (شمال غرب). ويظهر بعضها قوات الأمن تطلق النار على متظاهرين.

واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن بـ"تعمد... إطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين"، داعية إلى "تحرك دولي عاجل لإنهاء القمع".

لا تزال اتصالات الإنترنت معطلة السبت، مع توقف تطبيقي واتساب وإنستغرام خصوصا. كما أكد موقع "نتبلوكس" الذي يراقب حجب الإنترنت في أنحاء العالم، تعطل تطبيق سكايب. 

وحضّ المخرج الإيراني الحائز جائزة أوسكار أصغر فرهادي في منشور جديد على موقع إنستغرام شعوب العالم على "التضامن" مع المتظاهرين في إيران وأشاد بـ"النساء التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم