شتاء أوروبا على وقْع قوتين

يقترب فصل الشتاء مع استمرار عاصفة الحرب الأوكرانية التي تضرب شرق أوروبا، والمرشحة للتصعيد مع بروز بوادر دخول بيلاروسيا الحرب إلى جانب روسيا. حرب تستعر في الميدان بين كرّ وفرّ، وبين هجوم من هنا وتصدٍّ لهجوم من هناك، وسط غياب تام لأي حلول ديبلوماسية وفي ظل انعدام الوساطات الدولية أو حتى الفردية. أمام هذا الواقع المرير، تشهد عواصم اوروبية حركات احتجاجية تحمل عناوين مطلبية، لاسيما في ما يتعلق بارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي تنعكس تضخمًا ماليًا في رفع أسعار سلع مرتبطة بها. تخشى أوروبا سيناريو الوصول إلى فصل الشتاء بخزانات غير ممتلئة من الغاز الطبيعي، الأمر الذي يجعل الأوروبي يرتجف موتًا في ظلّ أزمات -ستلاحقه - مرتبطة بهذا السيناريو إنْ حصل. ما إن دخلت روسيا حربها مع أوكرانيا، حتى وقف الغرب صفًا واحدًا إلى جانب كييف، عبر دعمها بالعتاد العسكري والاستخباراتي. لكنّ الأمر لم يقف هنا، بل قامت تلك الدول بفرض عقوبات أممية غير مسبوقة على روسيا، ما أدّى إلى عزلها على كل الصعد وفي مختلف المستويات. أدركت روسيا خطورة الوضع، والمأساة التي ستنعكس عليها بعد هذه العقوبات، لذا سارعت إلى استخدام أوراق القوة لديها، والتي تعتبرها سلاحها القاتل في وجه الدول الأوروبية، وهي القوة النفطية والغازية التي تصدّرها إلى أوروبا عبر أنابيب...