مبادئ مجرّدة من الأنانية لتغيير النظام العالميّ... أين تُترجم؟

مع انطلاق قمّة "منظمة شنغهاي للتعاون" بمدينة سمرقند في أوزبكستان، وسط تصاعد التوتر بين الصين وروسيا من جهة والغرب من جهة أخرى، يوم الجمعة 16-9-2022، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"مراكز النفوذ الجديدة"، فيما دعا نظيره الصيني، شي جينغ بينغ، إلى نظام دولي جديد أكثر عدلاً. وأكد بوتين خلال كلمة ألقاها في تلك القمة الإقليمية، "أهمية الدور الذي بدأ يتعاظم بالنسبة إلى مراكز النفوذ الجديدة، فهذا ما يتضح بشكل متزايد"، مشدداً في كلمته على أن التعاون بين بلدان منظمة شنغهاي، يستند خلافاً للدول الغربية، إلى مبادئ "مجرّدة من أي أنانية" وفق تعبيره.قد يكون من السابق لأوانه الحديث عن بناء نظام جديد، حتى لو صدر هذا الكلام عن رؤساء دول يصنف اقتصاد إحداها بثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما هي حال الاقتصاد الصيني، أو يمتلكون ثاني أقوى جيوش العالم، تماماً كما روسيا. فالانتقال من النظام القائم إلى آخر مختلف يتطلّب إحداث صدمة تغييرية على الصعد كافة، ولا سيما الثقافية والاقتصادية، فهل يكفي التوقف عند تصاريح من هنا أو لقاء في قمّة من هناك كي نقول إن النظام يتغيّر؟ وهل فعلاً ما يجمع أعضاء القمة في سمرقند، قيمٌ مجرّدة من الأنانية؟لم يدخل العالم مرحلة القرن الأميركي، ولم يسيطر على النظام الدولي مفهوم القطب الأوحد، إلّا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وما رافق هذا من انتشار كبير وسريع لعالم السوشيل ميديا، وشبكات...