الإثنين - 20 أيار 2024

إعلان

إيطاليا: مصير حكومة دراغي معلّق بخيط رفيع

المصدر: أ ف ب
دراغي يعقد مؤتمرا صحافيا في مقر كتيبة إطفائية كانازي (4 تموز 2022، أ ف ب).
دراغي يعقد مؤتمرا صحافيا في مقر كتيبة إطفائية كانازي (4 تموز 2022، أ ف ب).
A+ A-
يبدو مصير حكومة ماريو دراغي معلقا بخيط رفيع، الخميس، بعد أن قررت حركة "خمس نجوم" العضو في الائتلاف الحاكم، الامتناع عن التصويت بالثقة على نص تمت مناقشته في مجلس الشيوخ.

أعلن الزعيم الحالي للحركة جوزيبي كونتي الذي كان رئيسا للحكومة قبل دراغي، مساء الأربعاء أن أعضاء مجلس الشيوخ من حزبه سيغادرون أثناء التصويت على الثقة الذي طلبته في البداية السلطة التنفيذية. 

وسجّلت بورصة ميلانو تراجعًا بأكثر من 3% بعد ظهر الخميس، في مؤشر على اضطراب الأسواق على خلفية التوترات في الحكومة.

وكتبت صحيفة "إيل كورييري ديلا سيرا" اليومية صباح الخميس "الحكومة على بعد خطوة واحدة من الأزمة". 

والقصة إيطالية ومعقدة: فهذا المرسوم-القانون الذي يتضمن تدابير تبلغ قيمتها حوالي 23 مليار يورو لمساعدة العائلات والشركات في مواجهة التضخم، يحتوي أيضا على إجراء لتسهيل بناء محرقة للقمامة في روما. 

وتعارض حركة خمس نجوم بناء محارق تعتبر أنها مكلفة ومسببة للتلوث وغير فعالة ولا تشجع السكان على فرز النفايات.

وخلال تصويت في مجلس النواب الأسبوع الماضي صوتت الحركة على إعطاء الثقة للحكومة لكنها امتنعت بعد ذلك عن التصويت على المرسوم.

مع ذلك، تختلف القواعد في مجلس الشيوخ حيث يتزامن التصويت على الثقة مع التصويت على الوثيقة المذكورة، مما لا يسمح للحركة باللجوء إلى هذه الثغرة التي استخدمتها في مجلس النواب. 

من جانبه أكد دراغي في مناسبات عدة أنه لن تكون هناك حكومة بدون حركة خمس نجوم ولا حكومة برئاسة دراغي بدون الحركة حتى لو كان عدد أعضاء هذا الحزب المنتخبين غير كافٍ في حد ذاته لإسقاط الحكومة.

- خمس نجوم تبحث عن رؤية -
وقال لورنزو كودونيو كبير اقتصاديي الخزانة الإيطالية السابق والأستاذ الزائر في كلية لندن للاقتصاد، لوكالة فرانس برس إن الحركة "تنهار في استطلاعات الرأي وتحتاج إلى استعادة رؤيتها". 

واضاف "لا أعتقد أنها تريد إسقاط الحكومة ولكنها تريد أن تكون مركز الاهتمام وأن تبدأ في التقدم في استطلاعات الرأي عبر جعل المعارضة تبدو وكأنها ليست في الحكومة".

وفازت "خمس نجوم" في الانتخابات التشريعية الأخيرة في 2018 بحصولها على 32 بالمئة من الأصوات وأغلبية نسبية في البرلمان، ولم تكفّ منذ ذلك الحين عن التراجع في نوايا التصويت ولا تتجاوز نسبة التأييد لها اليوم 10 أو 11 بالمئة. وقد انسحب منها عدد من النواب.

وانشق ثلث نوابها - حوالي 50 نائبا - وتبعوا زعيم الحركة السابق وزير الخارجية الحالي لويجي دي مايو الذي أنشأ مؤخرا حزبه الخاص "معا من أجل المستقبل".

وقال كودونيو "إذا غادر أعضاء حركة خمس نجوم مجلس الشيوخ اليوم، فستُفتح مرحلة سياسية جديدة"، حتى لو كان لدى الحكومة الأصوات اللازمة "للحصول على الثقة". وتابع أنه "لن يكون لدى دراغي حل آخر سوى الاستقالة".

والرأي نفسه عبّر عنه فرانكو بافونتشيلو أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في روما جون كابوت. وقال بافونتشيلو "أعتقد أنه في هذه الحالة سيتعين على دراغي الذهاب إلى الرئيس والاستقالة، ويبدو في الوقت الحالي أنه لا ينوي العودة إلى البرلمان لمعرفة ما إذا كان لديه أغلبية أخرى".

ويرى كودونيو أن الحل يمكن أن يكون حكومة دراغي مكررة أو مع رئيس وزراء آخر لإدارة الشؤون الجارية وقيادة البلاد إلى الانتخابات التشريعية في أوائل عام 2023 ، لأن رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا لا يريد انتخابات في أيلول. 

يعتزم رئيس الدولة تجنب حملة تستغرق وقتا طويلا واقتراع في وقت تواجه فيه البلاد عواقب الغزو الروسي لأوكرانيا وموجة جديدة من وباء كوفيد ويفترض أن تُعَد ميزانية 2023 وتطبق كل الإجراءات المطلوبة من الاتحاد الأوروبي للاستفادة من نحو مئتي مليار يورو ممنوحة لروما في إطار نظام الاتحاد الأوروبي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم