الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بايدن يدعو الجمهوريين للعمل معه... والسيطرة على الكونغرس لم تتضح بعد

المصدر: "رويترز"
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ ف ب).
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ ف ب).
A+ A-
لم يتّضح بعد من سيُسيطر على مجلس الشيوخ الأميركي بينما اقترب الجمهوريّون من نيل الأغلبيّة في مجلس النوّاب أمس الأربعاء، بعد يوم من تحقيق الديموقراطيين أداء أفضل من المتوقّع وتجنّبهم "موجة حمراء" من الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي.

ولم تُحسم بعد سباقات مجلس الشيوخ في ولايتيّ نيفادا وأريزونا، حيث يُحاول شاغلوا المقاعد الديموقراطيّون صدّ منافسيهم الجمهوريين، مع وجود آلاف الأصوات غير المحسوبة التي قد يستغرق فرزها أيّاماً.

وقد يؤول مصير مجلس الشيوخ إلى انتخابات إعادة في جورجيا للمرة الثانية خلال عامين، إذ توقّعت مؤسّسة إديسون ريسيرش البحثية ألّا يحصل المرشح الديموقراطي والسناتور الحالي رافاييل وارنوك ولا الجمهوري هيرشل واكر على نسبة 50 بالمئة اللّازمة لتجنّب الإعادة في السادس من كانون الأول.

ويقترب الجمهوريون من نيل 218 مقعداً اللّازمة لانتزاع السيطرة على مجلس النواب من الديموقراطيّين، مع وجود 210 مقاعد الآن في حوزتهم، وفقاً لتوقّعات إديسون ريسيرش.

لكن تحليلاً أجرته "رويترز" لتوقّعات مراكز استطلاعات الرأي البارزة غير الحزبية يوضح أنّ 21 سباقاً من بين 53 من السّباقات الأكثر تنافسيّة لم تُحسم بعد بحلول بعد ظهر يوم الأربعاء، ممّا يزيد احتمالات بقاء النّتيجة النهائيّة غير معروفة لبعض الوقت.

وحتى الأغلبية الضئيلة في مجلس النواب ستسمح للجمهوريين بالتّضييق على الرّئيس الديموقراطي جو بايدن خلال العامين المقبلين، بعرقلة التشريعات وإطلاق تحقيقات قد تكون مضرة سياسيّاً.

وتعهّد بايدن خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض بالعمل مع الجمهوريين وقال إنه يتفهم أنّ النّاخبين مُصابون بخيبة أمل على الرّغم من أداء الديموقراطيين التنافسي المفاجئ.

وقال بايدن "لقد أوضح الشعب الأميركي، على ما أعتقد، أنه يتوقع أن يكون الجمهوريّون مستعدّين للعمل معي أيضاً". كما أكّد نيّته الترشّح لولاية رئاسيّة جديدة في عام 2024 لكنّه قال إنه سيتّخذ القرار النّهائي في أوائل العام المقبل.

وقال مسؤول بالبيت الأبيض إنّ بايدن أجرى مكالمة هاتفية يوم أمس مع زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي الذي سيكون المرشح الرئيسي لمنصب رئيس المجلس إذا فاز الجمهوريون بالأغلبية.

ولم يتمكّن الجمهوريون من تحقيق النّصر السّاحق الذي سعوا إليه، إذ تفادى الديموقراطيّون الهزيمة الفادحة في انتخابات التجديد النصفي التي غالباً ما تعصف بالرئيس أيّاً كان الحزب الذي ينتمي إليه.

وتُشير النّتائج إلى أنّ النّاخبين يُعاقبون بايدن بسبب الاقتصاد الذي يُعاني من التضخّم الحادّ، بينما يعارضون أيضاً مساعي الجمهوريّين لحظر الإجهاض وإثارة الشّكوك في عمليّة فرز الأصوات في البلاد.

كما يعكس الأداء الضعيف لبعض المرشّحين المدعومين من دونالد ترامب، بمن فيهم واكر، الرّغبة في تجنّب وقوع فوضى مثل التي سبّبها الرئيس الجمهوري السّابق، ممّا يثير تساؤلات حول جدوى ترشحه المحتمل للرئاسة عام 2024.

وصوّر بايدن انتخابات يوم الثلثاء على أنها اختبار للديموقراطيّة الأميركيّة في وقت تبنّى فيه مئات المرشّحين الجمهوريّين مزاعم ترامب بأنّ الانتخابات الرئاسيّة لعام 2020 قد "سُرقت".

وقال بايدن "كان يوماً جيّداً، على ما أعتقد، للديموقراطيّة".

ولم تتحقّق مخاوف من ارتكاب مراقبي الاقتراع من اليمين المتطرف أعمال عنف أو إثارتهم اضطرابات في مراكز التصويت. وقالت جين إيسترلي، رئيسة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية، إنها لم ترَ أيّ دليل على اختراق أيّ نظام تصويت.

* فوز الديموقراطيين في بنسلفانيا

من شأن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ أن تمنحهم سلطة منع مرشّحي بايدن للمناصب القضائيّة والإدارية. لكن في فوز حاسم للديمقراطيّين، انتزع جون فيترمان مقعداً يُسيطر عليه الجمهوريون في مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا ملحقاً الهزيمة بالجرّاح المتقاعد الشهير محمد أوز المدعوم من ترامب ومعزّزاً فرص حزبه في الاحتفاظ بالسّيطرة على المجلس.

وكان للديموقراطيّين أيضاً نصيبهم من الإحراج، إذ اعترف ممثّل نيويورك شون باتريك مالوني، رئيس اللّجنة المكلّفة بالسّعي لإعادة انتخاب الديمقراطيّين في مجلس النوّاب، بخسارة سباقه.

وإذا سيطر الجمهوريّون على أيّ من المجلسين، فإنّهم يخطّطون للسّعي إلى خفض تكاليف برامج شبكة أمان الضمان الاجتماعي والرّعاية الصحية وجعل تخفيضات ضريبية تم سنها في عام 2017 دائمة.

كما يمكنهم أيضاً استخدام تحديد سقف للدّين الاتحادي كورقة ضغط للمطالبة بخفض شديد في الإنفاق وتقليص المساعدات لأوكرانيا.

وعادة ما يخسر الحزب الذي يشغل البيت الأبيض مقاعد في الانتخابات في منتصف فترة ولاية الرئيس الأولى التي مدّتها أربع سنوات، ويُعاني بايدن من ضعف معدلات التأييد الشّعبي.

وتراجعت مؤشّرات الأسهم الأميركية يوم أمس إذ أثّرت حالة الضبابيّة على معنويات المتعاملين.

* نتائج متباينة لترامب

تباينت النّتائج بالنّسبة لترامب الذي لعب دوراً نشطاً في الدّفع بمرشّحين جمهوريّين لخوض سباق الكونغرس ممّا يلمح بقوة إلى احتمال خوضه سباقًا ثالثاً على الرئاسة عام 2024.

وحقّق الجمهوريّون النّصر في ولاية أوهايو، حيث فاز المؤلف جيه. دي. فانس بمقعد في مجلس الشيوخ، ليحتفظوا بالسّيطرة على مقعد الولاية. لكن دوج ماستريانو، وهو حليف آخر لترامب، هُزم بسهولة في السّباق إلى منصب حاكم ولاية بنسلفانيا.

في غضون ذلك، توقّعت مؤسّسة إديسون إعادة انتخاب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، المنافس الجمهوري الرئيسي المحتمل لترامب في انتخابات 2024، بتفوّقه على المنافس الديموقراطي بنحو 20 نقطة مئوية.

وتُجرى الانتخابات على 35 مقعداً في مجلس الشيوخ وكل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعداً فضلاً عن 36 سباقاً على مناصب حكّام الولايات.

والقضية الأساسية التي تثقل كاهل الديموقراطيّين هي التضخّم السنوي المرتفع والذي بلغ 8.2 بالمئة، في أعلى معدل منذ 40 عاماً.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم