في مدينة شانلي أورفا التركية لم يبق إلا الدمار والبرد... إرهاق وألم وأمل

دوليات 07-02-2023 | 10:35

في مدينة شانلي أورفا التركية لم يبق إلا الدمار والبرد... إرهاق وألم وأمل

في مدينة شانلي أورفا التركية لم يبق إلا الدمار والبرد... إرهاق وألم وأمل
يبحث رجال الإنقاذ عن الضحايا والناجين وسط أنقاض المباني المنهارة في كهرمان ماراس، تركيا، بعد زلزال بقوة 7.8 درجة ضرب جنوب شرق البلاد (أ ف ب).
Smaller Bigger
تتوجّه مواكب من السيارات شمالاً للخروج من مدينة شانلي أورفا المدمّرة، لإبعاد السكان المصدومين قليلاً عن مسرح أقوى زلزال يضرب تركيا منذ عقود.

على الجانب الآخر من الطريق، تسير عائلة تحت المطر المتجمّد تجر متعلقاتها في عربة أطفال، بحثاً عن مأوى لتمضية الليل البارد.

كانت شانلي أورفا، وهي واحدة من كبرى مدن جنوب شرق تركيا، من أكثر المناطق المتضررة بالزلزال الهائل الذي أودى بحياة أكثر من أربعة آلاف شخص في كل أنحاء المنطقة ذات الغالبية الكردية وسوريا المجاورة.

دمّر الزلزال حوالى 3500 مبنى في 10 محافظات ما أدى إلى إصابة أكثر من 11 ألف شخص وترك عدد آخر غير معروف تحت الأنقاض.

في شانلي أورفا، كان عشرات المسعفين يحاولون سحب ناجين من مبنى مؤلف من سبعة طوابق تحول إلى أكوام من التراب والحطام.

لقي 30 شخصاً على الأقل حتفهم في هذه المحافظة حيث انهار 200 مبنى بسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات.

يبحث عمر الجنيد عن معارف له محاصرين تحت الأنقاض.

ويقول هذا الطالب السوري البالغ 20 عاماً والذي يعيش على مقربة من المكان "هناك عائلة أعرفها تحت الأنقاض".

ويضيف "حتى الساعة 11,00 صباحاً أو قرابة الظهر، كانت صديقتي لا تزال ترد على الهاتف. لكنها لم تعد تجيب. إنها موجودة تحت الأنقاض. أعتقد أن بطارية هاتفها نفدت".

- "سنبقى" -
لكن عملية البحث ليست بسيطة. أمامه، بقايا أريكة مدمرة وكرسي بأرجل معدنية مكسّرة وبعض الستائر الممزقة، وكلها تدل على الهدوء والحياة البسيطة التي كانت سائدة قبل الكارثة.

يحاول عشرات الأشخاص رفع قطع ضخمة من الحطام الإسمنتي علّهم يحصلون على أي مؤشر للحياة تحته.

يستريحون صامتين بينما يحدّقون في الأنقاض، فيما ينتابهم مزيج من المشاعر، من إرهاق وألم وأمل.

على مقربة من هذا الموقع، يجلس أمين كاتشماز حول موقد برفقة موظفيه الثلاثة خارج متجر بيع المفروشات الخاص به، فيما يحرسون المتجر المحطّم من اللصوص.

فقد تحطّمت نوافذ المتجر الضخمة وتصدّعت أعمدته الضخمة، وأصبح بالكاد قادراً على دعم الطوابق السبعة للمبنى المتضرر المتهالك الذي قد ينهار في أي لحظة.

يقول الرجل البالغ 30 عاماً "المبنى ليس آمنا" لكن "سنبقى هنا طوال الليل. هذا مصدر رزقنا".

- "الجميع خائف" -
على مسافة مئات الامتار، يجلس مصطفى كويونجو البالغ 55 عاماً في سيارة العائلة مع زوجته وأطفالهما الخمسة.

ويقول "نحن ننتظر هنا لأننا لا نستطيع العودة إلى منزلنا. في الوقت الحالي، إنها ممنوعة" في إشارة إلى أمر حكومي يطلب من الجميع البقاء في الشارع حفاظاً على سلامتهم.

وإذا لم يتمكّن من العودة، سيتوجه مع عائلته إلى مسجد قريب تحول مثل الكثير من المساجد الأخرى إلى مركز استقبال.

ويصر كويونجو على أن "المبنى الذي نعيش فيه آمن" إلا أن ابنته الكبرى لا تؤيده قائلة "لا، هو ليس متأكداً من ذلك!"

وبنبرة مختلفة يختم الوالد "من لا يخاف؟ الجميع يخاف!"
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/14/2025 12:14:00 AM
"رويترز" عن ثلاثة مسؤولين سوريين: "الرجل الذي هاجم قوات سورية وأميركية هو فرد من قوات الأمن السورية".
العالم 12/14/2025 1:31:00 PM
 "إيه بي سي" الأسترالية عن الشرطة: نعمل على تفكيك عبوة ناسفة يدوية الصنع في منطقة بوندي
دوليات 12/14/2025 3:19:00 PM
تحوّل صاحب متجر الفواكه أحمد الأحمد إلى "بطل بوندي" بعدما انتزع سلاح أحد المسلحين خلال هجوم على احتفال الحانوكا في شاطئ بوندي بسيدني، منقذًا عشرات الأرواح قبل أن يُصاب ويُنقل إلى المستشفى.
العالم 12/14/2025 11:00:00 PM
الأب لقي حتفه بينما يرقد الابن في المستشفى.