يكاد يتّفق الجميع من المحللين والمتابعين للحرب الدائرة في أوكرانيا، أن الولايات المتحدة الأميركية هي المستفيد الأبرز من تلك الحرب، إذ من دون إرسال جندي واحد أو إطلاق طلقة واحدة، تجني واشنطن مكاسب جيواستراتيجية واقتصادية وعسكرية وسياسية غير مسبوقة. فللحفاظ على قيادتها في خضم معركة تلوح في الأفق ضد الصين، كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى استعادة هيمنتها على العالم الغربي وفرض انضباطها، وعلى ما يبدو تحقق ذلك، حيث وضع الجميع أنفسهم تحت المظلة الأميركية.ويكاد يتفق هؤلاء على أن الخاسر الأكبر من تلك الحرب هو الاتحاد الأوروبي، الذي عاد بين ليلة وضحاها، إلى أحداث ما قبل بداية الحرب العالمية الثانية من سباق للتسلح، حيث بات على دول الاتحاد الأوروبي، الاستعداد لخوض حرب الوجود دون أن يكون لدى تلك الدول القدرة على ذلك. ذكر موقع "ريسبونسبيل ستاتيكرافت" الأميركي "أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى موجة من القرارات من أعضاء الناتو الأوروبيين لزيادة إنفاقهم العسكري، ولكن حتى إذا تمّ الوفاء بهذه الوعود، فسوف يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تؤدّي إلى تحسينات جادة في القدرات". هذا ما يضع الاتحاد في حماية الترسانة العسكرية الأميركية، في وجه الدب الروسي الذي دخل أراضيها دون استئذان من البوابة الأوكرانية. عملت أوروبا للتحرر من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول