الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" يمنح بايدن انتصاراً عسكرياً كبيراً

المصدر: أ ف ب
بايدن متكلما في البيت الابيض على عملية الانزال الاميركية في سوريا (3 شباط 2022، ا ف ب).
بايدن متكلما في البيت الابيض على عملية الانزال الاميركية في سوريا (3 شباط 2022، ا ف ب).
A+ A-
منحت عملية الإنزال الأميركية في عمق سوريا، والتي انتهت بمقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أحد أهمّ المطلوبين في العالم، الرئيس جو بايدن انتصاراً عسكرياً كبيراً يتوق إليه الرؤساء عادة، وكان سيّد البيت الأبيض بأمسّ الحاجة إليه في هذا الوقت تحديداً.

وقال بايدن الخميس إنّ الولايات المتحدة "أزالت تهديداً إرهابياً كبيراً في العالم" بمقتل الزعيم "المروّع" لتنظيم الدولة الإسلامية أبو ابراهيم الهاشمي القرشي.

وأمام أزمة مع روسيا بشأن أوكرانيا، وسلسلة تجارب صاروخية كورية شمالية، وفرصة تتضاءل للحدّ من برنامج إيران النووي، ونبرة صينية متصاعدة إزاء تايوان، تبدو ملفات السياسية الخارجية لبايدن شاقّة.

وبذل معارضو بايدن الجمهوريون جهوداً حثيثة لإظهار الرئيس الديموقراطي بمظهر الضعيف ما يجعل العالم أكثر خطورة.

وماذا كان ردّ بايدن؟ صور منزل مدمّر في منطقة إدلب حيث فجّر القرشي نفسه، وصورة نشرها البيت الأبيض تظهر الرئيس ونائبته كامالا هاريس في غرفة العمليات خلال الغارة.

وعلّق الرئيس الأميركي على عملية الإنزال التي لم يتكبّد فيها جيشه أيّ خسائر بشرية بالقول إنّ مقتل القرشي "يوجّه رسالة قوية للإرهابيين في أنحاء العالم: سنلاحقكم ونجدكم".

وبعد هجمات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة، بات قتل القادة الجهاديين في مناطق بعيدة استعراضاً للقوة لم يكن متوقّعاً بالنسبة للرؤساء.

وفي عهد باراك أوباما، احتفل الأميركيون في 2011 بالأنباء عن أنّ مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الرجل الذي خطّط للهجمات على الولايات المتحدة، قتل في عملية نفّذتها وحدة كوماندوس أميركية في باكستان.

ودونالد ترامب الذي كثيراً ما قال إنه أعظم رئيس في العديد من المجالات، سجّل انتصاراً بعد العملية العسكرية في 2019 في سوريا والتي انتهت بمقتل أبو بكر البغدادي، سلف القرشي في زعامة تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي تصريحات مثيرة للدهشة، خاطب ترامب الأمة يومها، شارحاً كيف أنّ البغدادي "مات مثل كلب... في خوف تامّ، في هلع تامّ، مذعوراً من ملاحقة القوات الأميركية له".

وحتى الآن كان أكثر ما ارتبط به سجلّ بايدن بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو الخروج المذلّ من أفغانستان، حتّى وإن أكّد البيت الأبيض عدم إمكانية تفادي فوضى خلال انسحاب من حرب فاشلة استمرت 20 عاماً.

لكن بعد مقتل زعيم التنظيم الجهادي حقّق الرئيس الأميركي انتصاراً عسكرياً جلياً.

وقال بايدن في خطاب إلى الأمة إنّ "هذه العملية شهادة على قدرات أميركا".

- إشادة على مضض -  
وحتى الجمهوريون الذين لطالما انتقدوا بايدن بشأن روسيا وإيران والصين، لم يتمكّنوا من تجنّب الإشادة بالعملية العسكرية النموذجية على ما يبدو، والتي نفّذت تحت جنح الظلام الدامس.

وقال السناتور ميت رومني: "إنها أخبار طيّبة جداً".

بدوره واعتبر السناتور جون ثيون، ثاني أكبر الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الغارة "تطوراً إيجابياً" و"نموذجاً لسير الأمور" عند استخدام وحدات خاصة.

وقال  السناتور ليندسي غراهام: "أثمّن حقاً عملية مكافحة الإرهاب"، مع أنّه خفّض من شأنها بقوله إنّ الإدارة "صمّاء وخرساء عندما يتعلّق الأمر بالتهديدات الإسلامية الراديكالية المتزايدة التي تخرج من أفغانستان".

وستكون على بايدن الآن العودة إلى الخلافات العالية المخاطر مع دول كبرى مثل روسيا والصين اللتين يقول منتقدو البيت الأبيض إنهما تستغلان "ضعفه" في مواجهتهما.

وكتبت نيكي هيلي السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في تغريدة هذا الأسبوع "هل من المفاجئ أن تحلّق الطائرات الصينية فوق تايوان؟ وأن تستأنف كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية؟ أو أن تطوّر إيران برنامجها النووي؟ جميعهم يشعرون بضعف بايدن"، ملخصة بذلك انتقادات الصقور الجمهوريين.

غير أنّ بايدن، الذي يحمل خبرة عقود في السياسة الخارجية منذ انضمامه لمجلس الشيوخ، يرسم صورة مختلفة.

ففي ملف أوكرانيا مثلاً، أعلن عن إرسال قوات أميركية لدعم قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، كما أنّه يقود جهوداً ديبلوماسية مكثفة للحفاظ على التكاتف الغربي في مواجهة روسيا، مع التهديد بفرض عقوبات "مدمّرة" في حال قامت روسيا بغزو جارتها الموالية للغرب.

لكن مهما فعل، فهو يواجه صعوبة في كسب دعم معارضين في أروقة منقسمة بشدّة.

فالصقور الجمهوريون من جانب، يأخذون على بايدن عدم فرضه عقوبات استباقية على روسيا، في حين يتساءل الجناح الانعزالي اليميني عن دوافع رغبة الولايات المتحدة في الدفاع عن أوكرانيا بوجه روسيا.

وقالت كوري شاك من معهد "أميريكن إنتربرايز إنستيتيوت" ذي الميول اليمينية، إنّ هذه الهفوات الرئاسية لا تقلّل من أهمية "العمل الجيّد بالإجمال" الذي تقوم به الإدارة الأميركية "من أجل إيجاد توازن" في هذه الأزمة المحفوفة بالمخاطر.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم