الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

عائلة أفغانية تسعى لبناء حياة خارج كابول بعد ضربة أميركية بـ"الخطأ"

المصدر: "النهار"
صور قتلى العائلة أمام المنزل المستهدف (أ ف ب).
صور قتلى العائلة أمام المنزل المستهدف (أ ف ب).
A+ A-
لا تزال آثار الضربة ظاهرة في فناء المنزل المتواضع حيث قتل عشرة من أفراد عائلة واحدة بنيران طائرة مسيّرة أميركية استهدفتهم "بالخطأ" في أواخر آب 2021، غير أن الناجين من الهجوم غادروا جميعهم تقريباً المكان على أمل بناء مستقبل أفضل بعيدا من كابول.

يقول إيمال أحمد (32 عاما) المقيم منذ شهر في مخيم للاجئين في قطر على أمل إجلائه إلى الولايات المتحدة، في اتصال هاتفي أجري معه "لا أتمنى لأي كان أن يعيش ما عشناه. الأمر فظيع، يفوق التصور".
 
 
في 29 آب 2021 خسر إيمال ابنته مالكة (3 سنوات) وشقيقه إزمراي الذي عمل لحساب منظمة غير حكومية أميركية، وعدداً من أبناء أشقائه وشقيقاته. وكان أفراد العائلة العشرة وبينهم سبعة أطفال داخل أو قرب السيارة العائلية المتوقفة في فناء المنزل حين استهدفتها طائرة أميركية بلا طيار.

وكان هؤلاء القتلى آخر ضحايا مدنيين سقطوا عشية رحيل آخر الجنود الأميركيين من أفغانستان وسط فوضى عارمة عند سيطرة طالبان على السلطة في هجوم خاطف على كابول.

وأقر الجيش الأميركي بعد بضعة أيام بارتكاب "خطأ مأسوي" إذ ظن أنه يستهدف آلية محملة متفجرات تعود لمقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية.

ولم تفرض عقوبات على العسكريين الذين ارتكبوا هذا الخطأ لعدم توافر "عناصر متينة بما يكفي لتحديد مسؤوليات شخصية"، لكن أحمد قال إن الإدارة الأميركية تساعد حاليا في إجلاء أفراد العائلة.

بعد عام على الضربة، لم يعد هناك سوى عشرة من الأقرباء البعيدين في المنزل المتواضع المؤلف من طابقين القائم في شارع ضيق من أحد أحياء شمال العاصمة. أما الأفراد الأقرب إلى الضحايا، ففضلوا الرحيل من المنزل الذي لا يزال يحمل آثار المأساة.
 
 
تم تبديل النوافذ المحطمة وأعيد بناء الجدران المهدمة وطلاء البيت. لكن لم يتم إصلاح الأرضيّة في موقع الضربة. وفي الخارج لا تزال سيارة العائلة الثانية المتفحمة جراء الانفجار جاثمة في وسط الفناء مغطاة بشادر.

يقول نصرة الله مالك زاده (20 عاما) وهو من أفراد العائلة مكلف صيانة المنزل، "لم نشأ التخلص منها تكريما لذكرى الضحايا، ولأنها أنقذت أرواحا إذ حمت النساء داخل المنزل من الشظايا".

يؤكد الشاب وهو يعبر البوابة التي علقت فوقها صور للضحايا العشرة يبتسمون، "الأمر حزين جدا، لكنها مشيئة الله. ما حصل حصل، لا يمكننا العودة إلى الخلف. الله سيعاقب المسؤولين في الآخرة".

واجهت العائلة صعوبات كثيرة. فخسر أيمال وظيفته بعدما كان يعمل مع شركات أجنبية، وتلقى أحد أشقائه تهديدات من مجهولين طالبوه بمبلغ مالي.

وأثار إعلان واشنطن دفع تعويضات للعائلة مطامع كثيرة في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة. لكن العائلة لم تتلق حتى الآن أي مساعدة واستعانت بمحام تعذر الاتصال به، للدفاع عن مصالحها.

يبدي أيمال ثقته في الوعود الأميركية بدفع تعويضات للعائلة، وهو يطمح فور تلقي أوراقه للانضمام إلى شقيقيه اللذين انتقلا إلى الولايات المتحدة، فيما غادرت شقيقته المريضة المنزل إلى مكان آمن في كابول ريثما يتمّ إجلاؤها.
ويقول "آمل بأن يكون مستقبل أفضل بانتظاري".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم