النهار

الجمعية العامة للأمم المتحدة تفتتح فاعلياتها: غوتيريس يحذّر من "سخط عالمي في الشتاء"
المصدر: أ ف ب
الجمعية العامة للأمم المتحدة تفتتح فاعلياتها: غوتيريس يحذّر من "سخط عالمي في الشتاء"
غوتيريس مخاطبا الجلسة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك (20 أيلول 2022ـ أ ف ب).
A+   A-
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة الثلثاء، في افتتاح فاعليات الجمعية العامة السنوية، من مخاطر "سخط عالمي في الشتاء"، في عالم "تشلّه" الانقسامات على الرغم من مخاطر الأزمات المتراكمة، من الحرب في أوكرانيا إلى الاحترار المناخي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن "أزمة القدرة الشرائية تتفاقم، الثقة تتلاشى، التفاوتات تتزايد وكوكبنا يحترق"، منددا بما وصفه بأنه "خلل هائل" يعيق التصدي للمشاكل وإيجاد حلول ناجعة لها.

واعتبر الأمين العام أن "هذه الأزمات تهدد مستقبل البشرية ومصير الكوكب". وقال غوتيريس "دعونا لا نخدع أنفسنا. نحن في بحر هائج. يلوح في الأفق سخط عالمي في الشتاء".

وعلى الرغم من هذه المخاطر، المجتمع الدولي "مشلول"، وفق غوتيريس الذي لفت إلى مخاطر "انقسامات خطرة بين الغرب والجنوب".

وأشار إلى أن "الانقسامات الجيوسياسية تقوّض عمل مجلس الأمن والقانون الدولي والثقة لا سيما تلك التي تضعها المجتمعات في المؤسسات الديموقراطية".

وأضاف "لا يمكننا أن نستمر على هذا النحو".
 
بعد غوتيريس، يتعاقب على منبر الأمم المتحدة نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كل أنحاء العالم لإلقاء خطابات في هذا الاجتماع السنوي الذي يُعقد للمرة الأولى حضوريًا بعدما نظّم في السنتين الماضيتين عبر الانترنت بسبب أزمة وباء كوفيد-19.
 
 تقليديًا، يتحدث الرئيس الأميركي في اليوم الأول من الاجتماع بما أن بلاده هي الدولة المضيفة لمقرّ الأمم المتحدة. لكن استثنائيًا كما حصل في مناسبات نادرة جدًا في الماضي، لن يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية الاثنين في لندن، كلمته الثلثاء وأرجأها إلى الأربعاء.
 
 - "شرخ" بين الشمال والجنوب -
ومن بين المخاطر التي تتهدد العالم والتي تطرّق إليها الأمين العام، الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأُعلن الثلثاء عن تنظيم استفتاءات بشأن  الانضمام إلى روسيا في مناطق عدة تخضع لسيطرة القوات الروسية، ما يشير إلى أن الحرب الدائرة في أوكرانيا ستكون في صلب الحدث الديبلوماسي الأممي.
 
ويلقي الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي الأربعاء كلمة عبر الفيديو بعد حصوله على إذن خاص صوتت عليه الدول الأعضاء الأسبوع الماضي، وكذلك في صلب اجتماع لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية الخميس.
 
إلا أن دول الجنوب تعترض على تركيز الدول الغربية انتباهها على أوكرانيا. 
 
في محاولة للاستجابة لمخاوف بعض الدول، ينظم الأميركيون والأوروبيون الثلثاء اجتماعًا رفيع المستوى حول انعدام الأمن الغذائي وهو أحد تداعيات هذه الحرب التي تعاني منها البشرية.
 
وسيشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي من المقرر أن يلقي كلمته الثلثاء، على ضرورة الحؤول دون "الانشقاق" بين دول الشمال ودول الجنوب، وفق ما أعلن قصر الإليزيه الذي أوضح أن الرئيس سيقيم مأدبة عشاء حول هذه المسألة مع عدد من القادة الآخرين.
 
تُضاف هذه التوترات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، إلى شعور امتعاض دول الجنوب من دول الشمال في مجال مكافحة التغيّر المناخي.

فالدول الفقيرة، التي تتحمل قدرًا أقل من المسؤولية عن الاحتباس الحراري ولكنها أولى ضحاياه، تكافح كي تفي الدول الغنية بوعودها بتقديم مساعدات مالية.
 
- "حرب انتحارية" -
والثلثاء، شدد غوتيريس على أن "الوقت قد حان لتخطي هذه المناقشات التي لا تنتهي"، مؤكدا أن "البلدان الضعيفة بحاجة إلى تحرّك فعلي".
 
ودعا البلدان الغنية إلى فرض ضرائب على أرباح قطاع الوقود الأحفوري من أجل إعادة توزيعها على البلدان التي تعاني من تداعيات التغيّر المناخي وعلى الشعوب المتضررة من جراء التضخم.

وقال "أدعو اليوم كل الاقتصاديات المتقدّمة إلى فرض ضرائب على الأرباح الكبرى للشركات المنتجة للوقود الأحفوري" وإلى "إعادة توجيه (هذه الضرائب) بطريقتين: نحو البلدان التي تواجه خسائر وأضرار من جراء الأزمة المناخية ونحو الشعوب التي تواجه صعوبات في مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة".

وأشار الأمين العام إلى أن الشركات العاملة في قطاع الوقود الأحفوري التي "تستفيد" من أرباح متضخّمة من جراء الحرب الدائرة في أوكرانيا "عليها أن تخصص وقتا أقل للإعلانات لتجنّب كارثة في مجال العلاقات العامة ووقتا أكثر لتجنّب كارثة على صعيد الكوكب".
 
وقبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ كوب27 COP27 في مصر، أشار غوتيريس إلى أن "التحرّك المناخي أصبح ثانويا" وتحوّلت الأولوية لأزمات أخرى، داعيا إلى وضع حد "لحربنا الانتحارية على الطبيعة".

وكان غوتيريس اتّهم قبل أسابيع شركات النفط والغاز الكبرى بتحقيق أرباح "مفرطة" جراء أزمة الطاقة التي تسببت بها الحرب في أوكرانيا، واصفا الأمر بأنه "غير أخلاقي".

لكنّه لم يشر حينها إلى إمكان إعادة توزيع جزء من هذه الضرائب على البلدان الأكثر عرضة لتداعيات الاحترار المناخي الذي يعد الفحم والنفط والغاز أبرز مسبّباته.

وأصبحت قضية "الخسائر والأضرار" الناجمة عن تزايد الأحداث من جراء أحوال مناخية متطرفة، نقطة مفصلية في المفاوضات المناخية ويفترض أن تشكّل محورا رئيسيا في مؤتمر الأطراف الدولي للمناخ (كوب 27).

في المؤتمر السابق (كوب 26) الذي نظّم في غلاسكو في نهاية العام 2021، وعلى الرغم من ضغوط البلدان النامية ومطالبتها بتلقي تعويض عن هذه الخسائر والأضرار، لم تلبِّ البلدان الغنية هذا المطلب، وقد انتهى المؤتمر بمجرّد إطلاق "حوار" حتى العام 2024.

وقبل أيام قليلة عقدت مجموعة البلدان الأقل نمواً اجتماعا في العاصمة السنغالية دكار، أعادت خلاله طرح المطالبة بتعويضات عن الخسائر والأضرار، وطالبت بوضع "آلية تمويل" لمواجهة الأضرار الناجمة عن الاحترار.
 
- متكلمون - 
ويتحدث أيضًا الثلثاء الرئيسان البرازيلي جايير بولسونارو والتركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والمستشار الألماني أولاف شولتس.

والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي موجود أيضًا في نيويورك هذا الأسبوع لمشاركته الأولى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد يكون الملف النووي مرة جديدة في صلب المناقشات.

ومن المقرر أن يلتقي رئيسي الثلثاء ماكرون الذي حثّه في الأشهر الأخيرة أثناء مكالمات هاتفية على القبول بالشروط التي طرحها الأوروبيون لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يُفترض أن يضمن عدم حيازة طهران القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها.

في المقابل، سيغيب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium