الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

انتشال ناجين في تركيا بعد 11 يوماً على الزلزال... صلاة الغائب في مساجد وغضب من ممارسات بناء فاسدة

المصدر: رويترز
صورة جوية تظهر تشققات خلفها الزلزال في طريق في منطقة بازارجيك في مدينة كهرمان مرعش بتركيا (16 شباط 2023، أ ف ب).
صورة جوية تظهر تشققات خلفها الزلزال في طريق في منطقة بازارجيك في مدينة كهرمان مرعش بتركيا (16 شباط 2023، أ ف ب).
A+ A-
انتشلت فرق إنقاذ ناجين آخرين من تحت الأنقاض في تركيا اليوم الجمعة بعد 11 يوما من الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 43 ألفا في تركيا وسوريا وخلف ملايين المشردين وأطلق جهود إغاثة ضخمة.

وأقامت مساجد حول العالم صلاة الغائب على قتلى الزلزال في سوريا وتركيا الذين لم يحظ الكثير منهم بمراسم الدفن اللائقة ولا جنازات أو شعائر تشييع مناسبة بالنظر إلى فداحة الكارثة.

وعلى الرغم من أن بعض فرق الإنقاذ الدولية غادرت المنطقة المنكوبة الشاسعة إلا أن ناجين لا يزالون يخرجون من تحت منازل وبنايات منهارة في تحد لكل الصعاب.

في مدينة أنطاكية في جنوب شرق تركيا، انتشل منقذون عثمان حلبية البالغ من العمر 14 عاما خلال الليل بعد 260 ساعة من وقوع الزلزال في السادس من شباط. وأشارت إلى أنه نقل للمستشفى للعلاج.

كما عثر المنقذون على مصطفى أفجي (34 عاما) على قيد الحياة في أنطاكية بعد 261 ساعة من الزلزال. ولدى نقله على محفة ورده اتصال عبر الفيديو من والديه ليروه طفله حديث الولادة.

وقال والده علي أفجي "كنت قد فقدت الأمل تماما. هذه معجزة بحق. أعادوا لي ابني. شاهدت الركام وفكرت لا يمكن انتشال أي شخص على قيد الحياة من هناك. كنا مستعدين للأسوأ".

وبحسب الخبراء، فإن أغلب عمليات الإنقاذ تتم في الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد الزلزال. لكن فتاة جرى إنقاذها بعد 15 يوما من زلزال مدمر ضرب هايتي في 2010 مما يمنح الناس الأمل بالعثور على مزيد من الناجين.

لكن عمليات انتشال ناجين باتت نادرة بشكل متزايد بعد أكثر الزلازل فتكا في تاريخ تركيا الحديث. وبلغت قوة الزلزال 7.8 درجات وتلاه آخر مماثل في القوة بعد ساعة. وقال مسؤولون إن عدد القتلى في تركيا وصل حاليا إلى 38044.
 
مع ذلك، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد ارتفاعا كبيرا بالنظر إلى عدد الشقق السكنية التي دمرها الزلزال الذي يقدر بنحو 264 ألفا ومع بقاء كثيرين في عداد المفقودين.

وفي سوريا المجاورة التي مزقها بالفعل صراع دائر منذ أكثر من 11 عاما، أبلغت السلطات عن مقتل 5800 وهو رقم لم يتغير كثيرا على مدى أيام.

وسقط أغلب قتلى الزلزال في سوريا في الشمال الغربي وهي منطقة تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة المناهضة للرئيس بشار الأسد وهو صراع عقد جهود إيصال المساعدات للمنكوبين.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة أن قوات من الحكومة السورية اشتبكت مع المعارضة المسلحة خلال الليل في شمال غرب البلاد للمرة الأولى منذ الزلزال.
 
وقال المرصد إن قوات الحكومة قصفت مشارف مدينة الأتارب التي تسيطر عليها المعارضة وتزامن ذلك مع اشتباكات بالأسلحة الآلية الثقيلة بين قوات الحكومة والمعارضة المسلحة عند جبهة قتال قريبة.

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من تلك التقارير.

 صلاة الغائب
لم تذكر تركيا ولا سوريا عدد الذين لا يزالون في عداد المفقودين.

ويتزايد الغضب وسط العائلات التي ما زالت تنتظر خروج ذويها المفقودين بسبب ما يرون أنه ممارسات بناء فاسدة وتوسع عمراني معيب نتج منه انهيار آلاف المنازل والشركات.

ووعدت تركيا بالتحقيق مع أي شخص يشتبه في مسؤوليته عن انهيار المباني وأمرت باحتجاز أكثر من 100 مشتبه بهم، بينهم شركات مقاولات.

وفي كهرمان مرعش جنوب شرق تركيا الأقرب لمركز الزلزال تجمع نحو ألف شخص بعد صلاة الجمعة خارج مسجد مركزي يخشى من انهياره للمشاركة في أداء صلاة الغائب على من قضوا في الزلزال.

وقال أحمد أكبوراك وهو مهندس فقد سبعة من أقاربه في الكارثة "هذا أمر يحتاج كل مسلم لأن يقوم به... نحن مرتاحون أننا تمكنا من انتشال جثامينهم. لكن كثيرين أصبحت جثامينهم والحطام شيئا واحدا".

وتقول منظمات إغاثة إن الناجين سيحتاجون مساعدة لأشهر للتعايش مع الدمار الذي لحق بأغلب البنية التحتية.

وناشدت الأمم المتحدة أمس الخميس العالم جمع أكثر من مليار دولار لدعم عملية الإغاثة في تركيا، وذلك بعد يومين من إطلاق نداء لجمع 400 مليون دولار للسوريين.

وينام الناجون في المناطق المنكوبة الممتدة على مساحة شاسعة في الخيام أو المساجد أو المدارس أو السيارات في ظل برد الشتاء القارس المقترب من التجمد.

وعبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بشكل خاص على سلامة الناس في شمال غرب سوريا الذي شهد سقوط أغلب الوفيات من الزلزال حيث شعر كثيرون بالتخلي عنهم مع وصول الإمدادات بالأساس لمناطق أخرى منكوبة من الزلزال الذي اجتاح مساحة شاسعة من البلاد.

ووفقا لمسح أجرته منظمات غير حكومية، فهناك نحو 50 ألف أسرة في شمال غرب سوريا في حاجة إلى خيام أو ملاجئ عاجلة.

وتوقفت شحنات المساعدات من تركيا للمنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة بالكامل في أعقاب الزلزال مباشرة، بعدما تم إغلاق طريق تستخدمه الأمم المتحدة مؤقتا.

وقبل أيام وافق الأسد على فتح معبرين إضافيين إلى شمال غرب البلاد.

وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إنه حتى اليوم الجمعة عبرت 143 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى شمال غرب سوريا بعد استئناف عمليات المساعدات في التاسع من شباط.

وأضاف المتحدث "نكثف بكل تأكيد عمليات المساعدة عبر الحدود. هناك خطة لوصول المزيد من الشاحنات يوميا".

وقال الرئيس السوري أمس الخميس في أول كلمة له ينقلها التلفزيون منذ وقوع الزلزال إن مواجهة الكارثة تتطلب موارد تتجاوز إمكانيات الحكومة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم