الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"إبادة" بوتشا تهدد المفاوضات وروسيا تواجه غضباً عالمياً

المصدر: "النهار"
أوكرانية تبكي مقتل زوجها في بوتشا بمحيط كييف أمس (أ ب).
أوكرانية تبكي مقتل زوجها في بوتشا بمحيط كييف أمس (أ ب).
A+ A-
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، إنه صار من الصعب على بلاده التفاوض مع روسيا، بعد أن علمت بحجم الفظائع المزعومة التي ارتكبتها القوات الروسية على أراضيها، فيما وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنه مجرم حرب، ودعا إلى عقد محاكمة مختصة بجرائم الحرب، مع تصاعد الغضب العالمي بسبب مقتل مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية. أما روسيا فقد تمسكت بروايتها عن فبركة كييف للصور المتعلقة بالجثث المتناثرة في شوارع المدينة.

كان زيلينسكي يتحدث على التلفزيون الوطني من بوتشا في منطقة كييف حيث جرى العثور على جثث مقيدة لأشخاص أطلق عليهم الرصاص من مسافة قريبة، ومقبرة جماعية وغيرها من الدلائل على تنفيذ عمليات إعدام في الأراضي التي تمت استعادتها من قبضة القوات الروسية.

وقال زيلينسكي الذي ارتدى سترة واقية من الرصاص بينما أحاط به جنود "هذه جرائم حرب وسيعترف العالم بأنها إبادة جماعية". وأضاف: "من الصعب جداً التحدث عندما ترون ما فعلوه هنا... كلما أطالت روسيا الاتحادية أمد الاجتماعات كان الأمر أسوأ بالنسبة لهمىوبالنسبة لهذا الوضع ولهذه الحرب". ومضى قائلاً: "نعرف آلاف الأشخاص الذين قتلوا وعذبوا... أطراف مقطوعة ونساء مغتصبة وأطفال قتلوا".

وبعدما تحدث زيلينسكي اصطحب مسؤولون أوكرانيون الصحافيين إلى قبو ما قالوا إنه كان مقر إقامة صيفياً للأطفال، وأطلعوهم على جثث خمسة رجال قُيدت أيديهم خلف ظهورهم.
وقال المسؤولون إن جنود الاحتلال الروسي قتلوا الرجال الخمسة، الذين كانوا يرتدون الزي المدني، قبل أن تستعيد القوات الأوكرانية المدينة.

وأفاد مستشار وزارة الداخلية أنطون هيراشتشنكو "تم إطلاق النار عليهم في الرأس أو الصدر. تم تعذيبهم قبل قتلهم... الآن نحقق في هذا الشيء ونريه للصحافة العالمية". وأشار إلى أن الجنود الروس أقاموا معسكراً داخل المبنى وأقاموا فيه ثلاثة أسابيع.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من روايته.

في غضون ذلك، أعلن حاكم لوغانسك سيرغي غاداي أن القوات الروسية تستعد "لشن هجوم ضخم" على القوات الأوكرانية في منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا.

وقال في رسالة عبر الفيديو "نرى معدات تصل من اتجاهات مختلفة. نرى الروس يعززون صفوفهم ويتزودون الوقود (...) نحن ندرك أنهم يستعدون لهجوم ضخم".


"مجرم حرب"
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض :"رأيتم ما حدث في بوتشا... إنه (بوتين) مجرم حرب". وأضاف : "علينا أن نجمع المعلومات. علينا أن نواصل تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها لمواصلة القتال. وعلينا الحصول على كل التفاصيل حتى تكون هذه محاكمة فعلية تتعلق بجرائم الحرب". وأردف أن بوتين "وحشي. وما يحدث في بوتشا شائن، وشاهده الجميع".

وأعلنت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس-غرينفيلد، أن بلادها ستسعى إلى تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان رداً خصوصا "على الصور الواردة من بوتشا".

وكتبت في تغريدة "لا يمكن أن ندع دولة عضو تقوض كل المبادئ التي نؤمن بها، تشارك في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة".

وقالت متوجّهة إلى 140 دولة "صوتت لإدانة" الغزو الروسي لأوكرانيا :"إن صور بوتشا والدمار الذي لحق بأنحاء أوكرانيا يجبراننا على تحويل الأقوال إلى أفعال".

ومضت الديبلوماسية التي تقوم بزيارة لرومانيا قائلة:"بالتنسيق مع أوكرانيا والدول الأعضاء والشركاء الآخرين في الأمم المتحدة، ستعمل الولايات المتحدة على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة". وأضافت أنه "لا يمكن السماح لروسيا باستخدام مقعدها في المجلس كأداة دعاية تتيح لها الإشارة إلى أن لديها مخاوف مشروعة بشأن حقوق الإنسان".


طرد عشرات الديبلوماسيين الروس
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، إن بلادها قررت طرد "عدد كبير" من الديبلوماسيين الروس على خلفية حرب أوكرانيا في حين أفادت معلومات تلقتها وكالة الصحافة الفرنسية أن عددهم يصل إلى أربعين.

وشددت بيربوك على أن هؤلاء الموظفين في السفارة الروسية يشكلون "تهديداً للذين يبحثون عن حماية عندنا". وقد استقبلت ألمانيا أكثر من 300 ألف لاجئ أوكراني فروا من بلادهم منذ بدء الهجوم الروسي في 24 شباط.

وأضافت في بيان مقتضب "لن نسمح بذلك بعد الآن". وتأتي عمليات الطرد هذه بعد إعلانات مماثلة في الأيام الأخيرة من دول عدة في الاتحاد الأوروبي.

واستنكرت بيربوك مجددا "الوحشية التي لا تصدق للقادة الروس" خصوصا في بوتشا. ورأت أن صور بوتشا "تشهد (...) على رغبة في الإبادة تتجاوز كل الحدود".

وأعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن الدولة الألمانية الإشراف موقتاً على الفرع الألماني لشركة "غازبروم" الروسية نظراً "لأهميتها في تزويد ألمانيا بالطاقة" و"لعدم تعريض منشآت قطاع الطاقة في ألمانيا لقرارات تعسفية من قبل الكرملين".

بدورها، ستطرد فرنسا 35 ديبلوماسياً روسياً "تتعارض نشاطاتهم مع مصالحها" كما أفاد مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية.
وأوضح بيان صادر عن الوزارة "هذه الخطوة تأتي في سياق نهج أوروبي. مسؤوليتنا الأولى تبقى ضمان سلامة الفرنسيين والأوروبيين".


نفي روسي
ونفت روسيا على لسان الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بشكل "قاطع" كل الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، داعياً القادة الأجانب إلى عدم توجيه "اتهامات متسرعة" إلى موسكو و"الاستماع على الأقل إلى الحجج الروسية".

وقال إن خبراء وزارة الدفاع الروسية عثروا على مؤشرات تظهر "فبركة مقاطع فيديو" و"أنباء كاذبة" في المشاهد التي عرضتها السلطات الأوكرانية كأدلة على وقوع مجازر تتهم روسيا بارتكابها في المناطق التي تم تحريرها حول العاصمة كييف.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن روسيا سوف تعاود تقديم طلب لانعقاد مجلس الأمن في شأن ما جرى في بوتشا، بعد رفض البريطانيين للانعقاد.
من جهة أخرى، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، مرسوماً لفرض إجراءات جديدة على منح تأشيرات الدخول إلى روسيا بالنسبة لمواطني الدول غير الصديقة، وذلك كإجراء جوابي.
ونشر الموقع الرسمي لبوابة المعلومات القانونية، المرسوم بعد توقيعه من قبل الرئيس الروسي.

ووفقاً للمرسوم فقد علقت روسيا الاتحادية عدداً من بنود الاتفاقات بشأن تسهيل التأشيرات مع الاتحاد الأوروبي والنروج والدانمارك وأيسلندا وسويسرا وليختنشتاين.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم