الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ما لا تعرفه عن أسوأ عام في تاريخ البشرية

المصدر: aljazeera.net
ربيع الحسامي
ربيع الحسامي
صورة
صورة
A+ A-

إذا سألت يوماً عن أسوأ عام في تاريخ البشرية، فماذا سيكون تخمينك؟ الجيل الجديد يعتقد أن ما مررنا به من أزمات في 2020 و2021، ستخول هذه السنوات أن تكون الأسوأ على الإطلاق، لكن عام (1347م) كان سيئاً للغاية، حيث ضرب الموت الأسود أوروبا بشكل خطير. إضافة إلى ذلك، مثّل عام 1918 بداية جائحة لإنفلونزا قتلت حوالي 100 مليون شخص، حتى أن جائحة كورونا لا تعد سيئة مقارنة بهما.

ولكن وفي الحقيقة، يبدو إن الناس ربما لم يُفكروا أبدا في أكثر الأعوام سوءا ألا وهو عام (536 م)، وكما عُرف حينها ذلك العام ببداية لواحدة من أسوأ فترات الحياة.

ضباب غامض

لقد كان (536 م) العام العاشر لعهد الإمبراطور البيزنطي جستينيان الكبير، حيث لم يحدث أي شيء يُذكر على الصعيد البشري باستثناء المناوشات المملة المنتظمة. ولم تكن هناك أوبئة متفشية أو إبادة جماعية كبيرة بشكل غير اعتيادي.

في المقابل، كان هناك شيء غريب يحدث في السماء، حيث غمر ضباب غامض وقاتم السماء حجب الشمس، مما أدى لانخفاض درجات الحرارة وإطلاق العنان لأعوام من الفوضى حول العالم، فانتشر الجفاف وأُتلفت المحاصيل الزراعية ونزلت الثلوج في فصل الصيف في الصين وانتشرت المجاعة.

من جانبه، كتب المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس أن "هذا العام كان رهيباً للغاية، نظرا لأن الشمس كانت مضيئة مثل القمر، خلال ذلك العام بأكمله، وبدت إلى حد كبير مثل ظاهرة الكسوف".

انفجارات بركانية كارثية

كانت هناك أدلة تشير إلى أن الانفجارات البركانية الكارثية هي السبب، ليس فقط في قلب الجليد من القارة القطبية الجنوبية وحلقات الأشجار من غرينلاند، وإنما أيضا في بروز آثار الظواهر البركانية اللاحقة، التي تسببت بدورها في انخفاض درجات الحرارة على مستوى العالم وحدوث مجاعة مدمرة.

وفي عام (536 م)، اختلط الرماد البركاني والحطام المسمى تيفرا مع طبقة الجليد، مما يشير إلى وجود ظاهرة بركانية كبيرة.

في السياق ذاته، أظهرت عينات القلب الجليدي في غرينلاند وأنتاركتيكا دليلا على حدوث انفجار بركاني ثانٍ في عام (540 م)، تسبب في ظهور "غيمة" من البؤس طال أمدها. وبعد ذلك في عام 541، ظهر طاعون جستينيان، وسار كل شيء من سيئ إلى أسوأ.

التلوث بالرصاص

في حوالى عام (640 م)، لاحظ الباحثون علامة على الجليد تتمثّل بالرصاص، والتلوث بالرصاص لا يعد جيدا على الإطلاق، حيث ظهر عندما بدأ البشر بتعدين الفضة وصهرها. ثم حدث ارتفاع آخر في معدلات الرصاص في الجليد في عامي (660 و695) الميلاديين حيث كان البشر يصنعون القطع النقدية الفضية.

وكتب الباحثون في ورقة البحث إن "تحليل الجليد عالي الدقة يقدم تسلسلا زمنيا جديدا ومستقلا لإنتاج الفضة المتجدد في أوائل العصور الوسطى الغربية". وبشكل عام، كان الاقتصاد بصدد التعافي إذ لم يستغرق الأمر سوى 100 عام أو نحو ذلك.

ومن المثير للاهتمام أن قلب الجليد يظهر كذلك تراجعا في درجة تلوث الجليد بالرصاص خلال الفترة الممتدة بين عامي 1349 و1353. ويتزامن ذلك تماماً مع التسلسل الزمني للموت الأسود، حيث استخدمه الباحثون كعلامة لتحديد صحة تقديرهم للعلامات البركانية وارتفاع درجة التلوث.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم