
تُشتَهر سجون النرويج بكونها من أفضل السجون وأكثرها إنسانية في العالم. لا عقوبة إعدام أو حكم على الأشخاص بالسجن مدى الحياة. الحدّ الأقصى لعقوبة الحبس هو 21 سنة، إلّا أنّ للمحاكم سلطة الإضافة أو الزيادة في الحكم إذا لم يشعروا بأنّ الجاني قد أعيد تأهيله بالكامل. وينصّ نظام العدالة الجنائية على مبدأ العدالة الإصلاحية وإعادة تأهيل السجناء.

ويعدّ سجن إيفجي للنساء في جنوب النرويج، من السجون التي تسعى إلى رعاية الجانية وتأهيلها لتصبح عضواً فعّالاً في المجتمع. إذ بدأت السجينات بتعلّم الزراعة المائية أو ما يعرف بـ "الأكوابونيك"، وفقاً لمشروع دوليّ يرتكز على الزراعة المائية السمكية بشكل أساسي.
تقضي 30 امرأة عقوبتها في سجن إيفجي، ويتمتعن بقدر وافر من الحرية. إذ بإمكانهنّ الخروج من الغرف والتنزّه في الحديقة التي تحيط بالسجن، وإعداد الطعام بأنفسهنّ.

تعدّ الزراعة المائية السمكية "أكوابونيك" أحد أنظمة الزراعة المستدامة، حيث تعيش الأسماك في مياه البِرَك والجداول وتخلِّف فضلات تتغذى عليها النباتات، فهناك علاقة تربطها بعضها ببعض، إذ تُسهِم الأسماك في تغذية النباتات، في حين تطلق النباتات الأوكسجين وتنظِّف المياه للأسماك.
ويمكن إقامة مزارع "الأكوابونيك" في أماكن غير مستغلّة، مثل أسطح المنازل وغيرها.
ويقول موظف مسؤول في السجن عن المشروع: "يعدُّ تحضير الطعام بالفعل جزءاً لا يتجزأ من الروتين اليومي، إذ يتسوق النزلاء ويعدّون الطعام بأنفسهم. وتتمثل مساهمة المعهد النرويجي لبحوث الاقتصاد الحيوي في تعليمهم كيفية زراعة طعامهم".
والجدير بالذكر أنّ النزيلات أحببنَ هذه الخطوة، التي ستساعدهنّ في التغلّب على القلق والاكتئاب وصعوبات التركيز.
ويهدف المشروع إلى تسهيل الانتقال إلى الحياة بعد فترة العقوبة، إذ تحصل المشاركات على شهادة كفاءة لمدّة 20 ساعة من العناية بالنباتات، بالتعاون مع مدرسة "سيتسدال" الثانوية.