اشترِك في نشرتنا الإخبارية
ربما يعتبر التدخل قوّة، إلا أنّ التدخل الإيراني في الدول المحيطة بها، ساهم بشكل مباشر في دمارها وخسارتها، وكأن المخطط الإيراني يهدف إلى تدمير المحيط، لتمدد النفوذ والقوّة من أجل مصالح تعود لإيران وحدها بالفائدة.
ولكن دولاً كثيرة يمكن إبرازها، ساهم التدخل الإيراني بشكل سياسي أو عسكري، إلى دمارها وتخلفها. عصفت الأطماع الإيرانية بالدول التي تدخلت فيها إيران وأدت إلى الهلاك والكارثة.
1- لبنان
بكلّ صراحة، يقولها أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، أنّ الجمهورية الإيرانية، تدعم الحزب ماديًا وعسكريًا، دعم ساهم بشكل مباشر بالتأثير في السياسة الداخلية اللبنانية، خاصة أنّ حزب الله ممثل بصناعة القرار إن كان من جهة الضغط من أجل اختيار رئيس جمهورية أو تعيين رئيس حكومة. وإن تمحصنا اكثر لرأينا أن هذا التنظيم يتحكم في مفاصل الدولة اليوم.
وعلى مدار الحكومات الماضية كان الحزب أيضاً ممثلًا بأعضاء في الحكومة وله نواب في البرلمان كذلك. ايران لا تدعم حزب الله وحسب، بل دعمها يصل إلى جهات سياسية أخرى تتبع لمحورها. فيما تدخل إيران ودعمها طرفًاً على حساب آخر (وهو الذي يعتبر فسادًا في الأصل) ساهم في تعميق الأزمة السياسية اللبنانية وزيادة الحقن الطائفي خاصة بين شرائح المجتمع السنية والشيعية. أما على صعيد لبنان، فالفساد منتشر والانهيار يكتمل والدولة باتت على شفير الموت، كلّ هذا وحزب الله الذي تدعمه إيران هو الأقوى سياسيًا وعسكريًا في الدولة.
وبسبب إفساح الساحة اللبنانية أمام اللاعب الإيراني، زاد ذلك من عزلة لبنان عن عمقه العربي والمجتمع الغربي، وأصبحت الدولة رهينة لسلاح خارج سلطتها ودولة خارجية طفيلية تعتاش على إضرام النار في دولة عربية وإسلامية وحتى غربية.
2- سوريا
ما إن خرجت مظاهرات سورية تطالب بإسقاط نظام الأسد، أعلن النظام الإيراني دعمه وبشكل مباشر استمرار الأسد في حكمه، دعم لم يتوقف عند كونه لفظيًا فحسب، بل عمدت إيران إلى إرسال قواتها ممثلة بالحرس الثوري، بالإضافة إلى ميليشيات يمنية وأفغانية وباكستانية، كذلك أرسلت إلى حزب الله طالبة منه دعم نظام بشار الأسد عسكريًا، فلم يتأخر الأخير بتلبية المطلب، فأرسل قواته، أمر ساهم في ترجيح كفة ميزان نظام الأسد، فيما الشعب السوري بات قتيلًا وجريحًا ومهجرًا ولاجئًا وسوريا أضحت مدمرة.
وعلى حائط منزل مدمر يمكن أن تقرأ بوضوح عبارة مكتوبة بدماء الأطفال والأبرياء "إيران مرت من هنا".
3- العراق
مع سقوط نظام صدام حسين على إثر الغزو الأميركي، بدأت عملية بناء النظام من جديد، عملية بدت للجميع أنها فاشلة. وأحد أهم الأسباب التي أعاقت إعادة بناء الدولة العراقية يعود إلى تدخل النظام الإيراني في السياسة العراقية عبر أذرعها، ليس هذا وحسب، بل لإيران ميليشيات منتشرة في عموم العراق، وتتمتع بوزن سياسي كذلك وتؤثر على القرار بالقوة أحيانًا. فيما العراق اليوم يرزح تحت وطأة الفساد والسلاح المتفلت وغياب المشاريع التنموية وانقطاع كبير للتيار الكهربائي في دولة عائمة على النفط.
4- اليمن
اليمن الجائع، المنهوب والمقتول، لم يكد يخرج من الثورة على الرئيس الراحل علي عبدالله صالح حتى جاءه انقلاب ممثل بالحوثي الذي تدعمه إيران بشكل مباشر، أمر أدى حتى اللحظة إلى احتلال العاصمة صنعاء وتفكيك البلاد، وانتهاك الأمن القومي العربي. تلك الأمور جميعها دفعت باليمن إلى الخراب والجوع والعطش والمرض. اليمن لم يعد عزيزًاً كالسابق بل مهمشًا مدمرًا نتيجة لتدخل إيران فيه.
5- أرمينيا
في صراعها مع أذربيجان أعلنت إيران أحقية أرمينيا في الدفاع عن إقليم ناغورنو كاراباخ، صراع امتدّ لأسابيع، أعلنت في نهايته أرمينيا استسلامها ووقف جميع الأعمال العسكرية ضد أذربيجان، تدخل إيران هنا كان في مجمله دعماً سياسياً، إلا أنّ تقارير أشارت إلى قيام إيران بتقديم خدمات عسكرية كذلك لأرمينيا في صراعها.
