
إذا كنت من محبّي السهر ليلاً فهذا يدلّ على أنّك شخصية استثنائية، تحبّ الانطوائية الإيجابيّة التي تجعلك تغوص في أعماقك وتستكشف ذاتك أكثر، خاصّة في فترة متنصف الليل التي تكون عادة مخصّصة لجلسة مواجهة مع الذات، إما مع نفسك أو مع قريب لديه نفس العقليّة، التي تجعلكما تحيكان الكلمات لخلق قصّة وتفاصيل قد تكون وهميّة، أو أمنية، أو حقيقة.
قد تتعجّب من أفكارك، وكأنّ الليل سمح لك بالكشف عن القناع الذي ترتديه يومياً لإخفاء حقيقة ما!
لاستذكر هنا جملة من أغنية نجوى كرم "الليل بيستر العيوبي"، لكن ما السرّ الذي نكون عليه في هذا الوقت؟!
أعتقد أن سكون الليل، والابتعاد عن ضوضاء المدينة التي تخفض أصواتنا الداخليّة، والمشاغل اليوميّة، تجعلنا نكبت كلّ ما نودّ البوح به، ليكون لدينا متّسع من الوقت لمواجهة أنفسنا، وقد يكون هناك بعض من النّدم لأنّ عواطفك أجبرتك على أن تبعث برسالة إلى أحدهم في منتصف الليل! أو ربما استذكرت بعض الأمور التي كانت عالقة لوقت طويل في داخلك لتستيقظ في اليوم التالي إما مكتئباً أو تمضي وكأن شيئاً لم يكن!
أمّا البعض فيُحاول استغلال هذه الفترة كي يُعيد حساباته في الحياة، ويراقب ما فعل طوال النهار، وما إذا اقترف أيّ أخطاء بحقّ أحدهم، وما هي إلا طريقة تفكّر يختارها المرء لاستغلال هذه الفترة!