الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

"دفعة بيروت" دراما إجتماعية تعود بنا إلى الستينات

ربيع الحسامي
ربيع الحسامي
دفعة بيروت
دفعة بيروت
A+ A-

من عروض شاهد الأولى، حيث تعرض شاهد VIP الدراما الاجتماعية العربية الخليجية "دفعة بيروت" للكاتبة هبة مشاري حمادة، والمخرج علي العلي، وبطولة كوكبة من النجوم الخليجيين والعرب، حيث تدور الأحداث في حقبة الستنيات من القرن الماضي. 

ترصد الأحداث حكايات طلاب وطالبات من دول الخليج والمغرب العربي، يسكنون معاً في بيوت للطلبة والطالبات، حاملين معهم أفكارهم ومعتقداتهم وعاداتهم وأحلامهم إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وتحديداً في شارع الحمرا الذي كان يعج بالساسة والشعراء والأدباء والمثقفين والفنانين. يدرس هؤلاء الطلاب في الجامعة الأميركية في بيروت، وتدور بينهم الكثير من التطورات والمغامرات والمناكفات، وتتصاعد الخطوط الدرامية لتتلاقى مصائرهم ويومياتهم ما بين الحب والغيرة والسياسة والزواج والمنافسة والمؤامرة.

 

الكاتبة هبة مشاري حمادة: يناقش العمل أفكارا جدلية

 

توضح الكاتبة هبة مشاري حمادة أن "دفعة بيروت"، هو عمل صدامي جريء ومثير للجدل، مشيرة إلى أن "أحداثه صادمة وصريحة، وأبطاله فئات مختلفة من الشباب والشابات الذين كان نظراؤهم موجودون في العام 1964 في بيروت، من قوميين عرب، وبعثيين، ومناضلين، ونهضوين وشيوعيين وغيرهم. والتناطح في ما بينهم كان قائماً، وكذلك الجدلية العالية بين الدين والليبرالية، وقاعات المحاضرات وقاعة الحقوق وما يحدث فيها من نقاشات محتدمة بين طلبة مليئين بالشغف والفكر والنهضة وآخرين منغلقين تحكمهم ثوابت معينة، إلى قاعة الطب وفيها دخول المرأة الخليجية لأول مرة في معترك شبابي والتابوهات التي كانت تحكم ذلك الزمن...".

وتشدد حمادة: "أحد عناصر القوة في هذه الدراما أنها تجمع عناصر سعودية، بحرينية، تونسية، فلسطينية، لبنانية، عراقية، كويتية وجنسيات عربية أخرى، إضافة إلى الاحتكاك في ما بينهم كطلاب وطالبات، واندماج هؤلاء في البيئة الحاضنة لهم كجغرافيا لبنانية، واختلاطهم بعضهم ببعض".

وتضيف حمادة: "يتطرق العمل إلى جدلية دخول المرأة الخليجية معترك الحياة الذكورية من خلال حرم الجامعة، وقاعات الدراسة والاندماح العربي العربي، وهذا الأمر لم يسبق تقديمه بهذه الصورة والتنوع خلال تلك المرحلة الزمنية". وتضيف: "لدينا قصة حب افتراضية بين شابة كويتية وشاب عراقي، نبين تبعاتها وتراكماتها وأفقها التاريخي وإسقاطاتها على الواقع اليوم، إضافة إلى الأخوان المسلمين وطريقة تفكيرهم وحضورهم السياسي ومحاولة تجنيدهم لمجموعة من الطلاب والطالبات واستخدام أدوات دينية خارح إطار الجامعة، كإمام المسجد، والجريدة...".

وما بين الحرب النفسية والأهلية، توضح حمادة: "نتوقف عند موضوع الحرب النفسية وظهورها وكيفية تطور مفهوم الحرب الأهلية، إلى جانب طرحنا لمجموعة من قصص الحب، منها جدلية حب بين شاب مسلم وفتاة مسيحية، وبين شاب سوري وشابة خليجية، وشابة والدتها راقصة ورحلة حبها لشاب سعودي، وعلاقتها بأختها غير الشقيقة كويتية الأم، ثم فكرة العنصرية والطبقية والتمييز العرقي الذي نوقِش كثيراً في الأعمال الأجنبية، وكان مسكوتاً عنه في أعمالنا العربية.. إلى فكرة تطويع البشر تحت فكرة لون بشرتهم".

وحول الصعوبة في بنية العمل، تقول حمادة: "مسلسل "دفعة بيروت" هو عمل صعب، يدخل في عمق القصص والأحداث ومبني على شخصيات عربية متعددة، وهذا الأمر أعطاني حرية وتعاطي مغاير مع الكتابة وبيئة جديدة وفضاءات واسعة، وحوارات جديدة. من ناحية أخرى، لدينا حضور في العمل للشعراء الراحلين محمود دروش ونزار قباني، وأدباء وشعراء ذلك الزمن". وتخلص إلى القول: "التعايش هي الفكرة الأساسية التي نريد تسويقها في العمل، وأن الآخر هو شريك في الأرض واللغة والهواء والماء والمحتوى الثقافي". وفي حين تشير إلى أن "كثرة الشخصيات متعبة للكاتب تحديداً، لكن النتائج تكون أجمل بالتعاون مع المخرج المبدع علي العلي والشركات القيمة على الإنتاج "إيغيل فيلم" و"جوي برودكشن".

وتختم حمادة بتثمينها عالياً عرض عمل بهذه الضخامة على منصة "شاهد VIP"، مؤكدةً ثقتها الكبيرة بهذه المنصة وبمشاهديها"، آملة "أن تكون المعادلة مختلفة، وأن يجد العمل الإقبال الذي يستحقه".

 
 

 

المخرج علي العلي: أراهن على أن الفنان الخليجي قادر على تقديم مادة درامية مميزة

 

من جانبه، يوضح المخرج علي العلي أن "هذه التجربة الثانية لي مع الكاتبة هبة حمادة بعد "دفعة القاهرة"، وهو مختلف تماماً عنه". ويقول: "أراهن فيه على أن الفنان الخليجي قادر على تقديم مادة دراميّة مميّزة لجهة نوعية العمل، والنص والكتابة والإنتاج والإخراج والتمثيل وغيرها". ويؤكد أن "الناس ستفاجأ في كيفية تقديمنا للعمل بهذه الجودة والديكورات، وأغلبها صنعناه بأنفسنا لأن ما من استديوهات مجهزة لتصوير عمل درامي يتناول تلك الحقبة الزمنية". وُيعرب عن اعتقاده بأن "نوعية العمل والموضوع هما اللذان فرضا علينا استخدام تقنيات معينة، فأنا لا أؤمن بضرورة استخدام أحدث التقنيات دوماً، خصوصاً في أعمال مشابهة".

ويختم بتوصيف "دفعة بيروت" بـ"أحد أضخم الإنتاجات الدرامية" ويختم: "استمتعنا بتصويره رغم الظروف الاستثنائية التي مررنا بها خلال التصوير، والتي حتمت علينا التأجيل مراراً وتكراراً إلى أن حان اليوم موعد انطلاقته عبر منصّة "شاهد VIP"، لنكون بذلك أمام تحد حقيقي ومزدوج".

 

 

علاقات متشابكة ومعقدة، قصص حب ومواجهات

 

تواجه قصص الحب والعلاقات في كثير من الأحيان عثرات ومشاكل غير متوقعة. هذا ما يواجه علاقة مهند الحمدي (منصور)، ونور الغندور (جميلة)، وستكون ثالثة أبطال هذا الخط الدرامي ليالي دهراب التي تطلّ في شخصية حصّة الأخت غير الشقيقة لجميلة من والدها ووالدتها كويتية الجنسية.

وفيما يتوقف مهند الحمدي عند ما يسميه: "تحدي تقديمي شخصية الشاب السعودي ضمن حقبة الستينيات في بيروت"، يتكتم عن تفاصيل الدور الذي يتمحور حول شاب يوضع في موقف صعب عندما يُضطر للارتباط بشقيقة الفتاة التي يحبها.

تشرح نور الغندور من جانبها الشخصية التي تقدمها: "أقدم شخصية شابة والدها كويتي وأمها مصرية، وقد أعطاني استخدام اللهجة المصرية ثقة وجرأة في الأداء هذه المرّة"، مؤكدة أن "قصة الحب بين جميلة ومنصور ستكون مؤثرة ومختلفة عن كل التوقعات، بسبب أمور ترتبط بشخصيات موازية".

 
 

ينضم إلى هذا الخط الدرامي حمد أشكناني في شخصية جدلية لشاب يدعى مبارك وهو ينتمي إلى عائلة ثرية، فضلاً عن كونه عبقري في الدراسة لكنه إنسانياً بسيط. يرى أشكناني أن "مبارك، شخصية لها خصوصيتها وهي مختلفة عن بقية الأدوار، إذ أن له مكانة اجتماعية كبيرة، وهو عبقري بالرياضيات ومصاب بالتوحد، لذا يرى العلاقات الاجتماعية كمسائل رياضية، وهو الأمر الذي يجعل منه شخصية معقّدة لكنها مؤثرة في الوقت عينه اجتماعياً بمن حوله". ويختم أشكناني: "استمتعت بالشخصية التي تخلق تحدياً بالنسبة لي لجهة تركيبتها الدرامية ضمن السياق التاريخي والجغرافي".

 
 

تختار فاطمة الصفي كعادتها شخصيات مركبة ومعقدة، وتوضح: :"أطلّ في خط شائك، لامرأة ترفض الارتباط برجل بسبب أحداث أليمة مرت في حياتها، وخلقت نفوراً من الجنس الآخر وعدم ثقة بالرجال عموماً. ألعب  دور شاهة، الشابة الكويتية التي شاء القدر أن تقع في الحب وتجد نفسها منجذبة لشاب عراقي لطيف ودمث الأخلاق هو عبد الكريم".

 
تنضم إلى هذا الخط الدرامي روان المهدي في شخصية ناعسة، التي تصفها: "هي شابة تؤمن بفكرة القومية العربية وأمنيتها أن تتحقق هذه الوحدة في يوم من الأيام"، مشيرة إلى "كونها تشغل منصب أمين سر قائمة القوميين العرب في الجامعة الأميركية في بيروت، وهي إنسانة تخشى أن تظهر أحاسيسها لأيّ كان، وفي الوقت نفسه هي عملية ومجتهدة، وتضعها الأحداث في مشاكل وتُفتح أمامها قصص وحكايات كثيرة، تكشفها الأحداث تباعاً".
 
 

من جانبه يشرح  ذو الفقار خضر الجانب الآخر من قصة الحب تلك"أقدم شخصية الشاب العراقي عبد الكريم، وهو قيادي لمجموعات حزبية معينة في الستينيات، خلال مرحلة غليان سياسية وفترة تكوين هوية سياسية وإيدويوليوجيات للمنطقة العربية" لافتاً إلى "الشاب يقع في الحب ويواجه مصاعب هذا الحب وظروفه وتعقيداته". ويختم معلقاً على نصّ "دفعة بيروت": "أصبت بالدهشة عند قراءتي للعمل، ورغم أنني قرأت أعمالاً كثيرة لكن نص هبة حمادة ذكي وغير متوقع".

 
 
 

يطلّ علي كاكولي بدور شاب ينتمي إلى حزب الإخوان المسلمين، ويتذاكى على الجميع محاولاً فرض قيوده الشخصية على الآخر". ويؤكد كاكولي أن "ابراهيم شاب في حياته تقلبات كثيرة وتصاعد درامي بطريقة خطيرة، سيفاجأ الناس بتعامله مع الآخرين وأفكاره المتشدّدة. لكن يبقى السؤال، هل سينجح هذا الشاب في التعايش مع الآخر أم لا؟ وما الذي سيواجهه في سياق الدراما". يوضح كاكولي أن "مضمون الشخصيات هي التي تجعلني أتخيل شكلها الخارجي، وأحرص على التعامل بصدق مع كل دور وأتعايش معه"، شارحاً أن "جميع شخصيات العمل مكتوبة بعمق، وهذا ليس مفاجئاً من الكاتبة وسيلمسه المشاهد بطبيعة الحال منذ اللحظة الأولى".

 
 

يوضح خالد الشاعر أنه يقدم شخصية شاب بحريني يدعى عيسى، يدرس الحقوق في الجامعة الأميركية في بيروت وهو شاب حساس وقاس في وقت واحد، لافتاً إلى أن "عيسى شخصية متناقضة لحد كبير، يدور بين التزام واهتمام بالدراسة من جهة وبين استهتار على مستوى الحياة الاجتماعية والشخصية من جهة أخرى، ما يجعل منه يعيش حالة تناقض غريب". ويتوقف عند نص العمل، ليصف الكاتبة هبة حمادة بـ"نصيرة الدراما، وهي بالتالي لن تقع في فخ أو إغراء التاريخ وتجعل العمل مطبوعاً بنكهة وثائقية على حساب الحبكة الدرامية".

 
 

من جانبها، تقدم نور الشيخ شخصية لطيفة، التي تصفها بقولها: "هي شابة بحرينية الجنسية تأتي إلى بيروت بهدف متابعة قضية ابنة عمها التي توفيت ضمن ظروف غامضة، وستحاول بشتى الوسائل أن تكتشف الألغاز المحيطة بالقضية، وستحرص إحدى قريباتها على إعطائها بعض الدلائل للوصول إلى الحقيقة، لكنها في ظل هذه الظروف وفي عز انشغالها بالبحث، ستجد نفسها غارقة في دوامة وحيرة لم تكونا في الحسبان، خصوصاً عندما تتعامل مع شخصية معينة، تكشفها الدراما". 

 
 

أخيراً وليس آخراً، يشير كارلوس عازار إلى أن: "نص الكاتبة هبة حمادة مرسوم بذكاء وبخطوط مترابطة ومواضيع مهمة في عالمنا العربي خاصة في الستينيات"، مثنياً على عمل المخرج علي العلي الذي يصفه بـ"الحساس الذي يفهم إيقاع الدراما ويعطي كل ممثل حقه". وعن طبيعة دوره يقول عازار: "أقدم دور مازن، وهو شاب لبناني متزوج من امرأة كويتية ويعيش على حساب والدها، ولديه فكراً متحجراً يدفعه إلى منع زوجته من الخروج من المنزل والاختلاط، فيما يعطي لنفسه الحق بالخروج والتعرف على نساء أخريات". ويختم عازار: "حاولت ألاّ أظهر الشخصية بقسوتها الكاملة بل أضفت إليها نكهة طريفة بعض الشيء".

يجمع العمل بين شخصيات أخرى كثيرة، تتقابل وتتباعد ضمن سياق الدراما، لكل عالمه وحياته وارتباطاته، ومن بين هؤلاء شخصية نورية التي تقدمها لولوة الملا، حيث تكاد تكون الوحيدة في العمل التي تمزج بين الكوميديا والتراجيديا.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم