إعلان

شفيقة القبطية... أبرع راقصات عصرها

المصدر: صيحات
ياسمين الناطور
شفيقة القبطية
شفيقة القبطية
A+ A-

لم يشهد الوطن العربي منذ عصر العباسيين راقصة بلغت من الشهرة والمجد والثراء ما بلغته الراقصة شفيقة القبطية. ففي العام 1871م، كانت في مصر راقصة عظيمة الشهرة، تُدعى "شوق". وفي ذلك العام، دعيت شوق لترقص في بيت أسرة عريقة من أسر الأقباط لمناسبة زواج أحد أبناء الأسرة، وكانت في كلّ مرّة تسرق أنظار الفتيات برقصها الرائع.

استطاعت شوق أن تسرق ألباب السيدات والفتيات برقصها الرائع. وفي فترات استراحتها، كانت الفتيات المدعوات يرقصن مشاركة للأسرة في فرحها تماماً كما هو سائر اليوم.

في وقتها، نهضت من بين المدعوات آنسة سمراء جميلة التقاطيع فاتنة القسمات، وبدأت ترقص. وبعد دقائق، كانت الدّهشة والإعجاب قد أذهلا المدعوّات.

وعندما انتهت شفيقة من الرقص، تقدّمت منها شوق وقبّلتها، وقالت لها "اسمك إيه يا عروسة؟"، فقالت الفتاة على استحياء "شفيقة"، فقالت شوق: "إنتي خسارة.. ما تجي أعلمك الرقص؟".

لكن والدة شفيقة اعتبرت هذه الدعوة إهانة، إذ كان الرقص في ذلك الوقت حرفة منحطّة في نظر الأسر الكبيرة، وكان يطلق على محترفاته "الغوازي". وعندما همّت أمّ شفيقة بالانصراف مع ابنتها، غمزت "شوق" بعينها لشفيقة غمزة فهمت معناها.

وبعد فترة، اختفت شفيقة، فجُنّ جنون الأسرة، وبحثت عنها في كلّ مكان حتى يئست من العثور عليها. وبعد ستة أشهر تقريباً، علمت الأسرة بأن فتاتها تعمل راقصة في أحد الموالد الكبرى بالوجه البحريّ، فأرسلت إليها قسّيساً من أصدقاء الأسرة لينصحها بالرجوع عن هذا المسلك، الذي يزلزل مكانة عائلتها. ولكن القسيس فشل في إقناع الفتاة التي بدأت تضع قدميها على أولى درجات الشهرة والغنى!

لم تعبأ الفتاة بهذا القرار، ولعلّها أرادت أن تثبت لأسرتها أنها لم تنحرف عن استقامتها، فألصقت باسمها نوع ديانتها، فكانت تنادى "شفيقة القبطية"، وعادت إلى القاهرة لتعمل مع أستاذتها "شوق" في الأفراح الكبرى.

بعد ستة أشهر، ماتت "شوق" فخلا الميدان لشفيقة. وفي فترة قصيرة، تربّعت على عرش فنّ الرقص، ولمع اسمها، فأصبحت الأسر الكبيرة تباهي بأنّها جاءت بـ"شفيقة القبطية" إلى فرحها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم