هذا وعثر علماء الآثار، على عدد من المدافن لمجموعات من البدو الرحل، وفي داخلها بقايا عظام تعود لمحاربات من قبيلة الشيونجنو الذين استوطنوا المنطقة قبل 2200 عام، وقبيلة شيانباي الذين تولوا السلطة منذ حوالى 1850 عامًا، بالإضافة إلى شعوب تركية سكنوا المنطقة منذ 1470 عامًا.
وما يعزز فرضية كون تلك العظام تعود لمحاربات، هي العلامات التي تركت على عظامهنّ للدلالة على أنهنّ كنّ يستخدمن عضلاتهن بشكل أكبر من بقية النساء، كما تؤشر إلى ركوب هؤلاء المحاربات الخيول، واستخدام الرماح والسيوف خلال القتال.
ويعود سبب اشتراك نساء ذلك الزمان بعمليات القتال، للأوضاع الأمنية غير المستقرة حينها، الأمر الذي دفع بكثر من النساء إلى خوض غمار الحرب للدفاع عن أنفسهن وعائلاتهن، مع العلم أن هذا الأمر كان يعدّ أمرًا معيبًا على النساء وفقًا لتقاليد تلك القبائل، فحماية العائلة أمر محصور بالرجال.
ويعتقد العلماء أنّ أحد بقايا عظام النساء المحاربات تعود للبطلة مولان، والتي تعدّ رمزًا وقدوة لعدد كبير من نساء شرق أوراسيا، بسبب شخصيتها القوية.
كذلك يوجد الكثير من الدلالات التي تثبت أنّ شخصية مولان حقيقية، منها أنّ رواية مولان تشير إلى تنكرها بزيّ رجل للمشاركة في الحرب عوضًا من أبيها، وذلك يعود لطلب تمّ توزيعه على كلّ عائلة لإرسال رجل واحد لخوض الحرب. كما أنّ هذا الأمر لم يكن شائعًا في الصين في السابق، إلا أنّه كان إلزاميًا على البدو الرحل إرسال رجل واحد للتطوع في الجيش.
وكانت شركة "والت ديزني"، قد أنتجت فيلمًا كارتونيًا عام 1998 بعنوان "مولان" تروي قصة فتاة تنكرت بزي رجل للتطوع في الجيش عوضًا عن أبيها الرجل الكبير في العمر، وعادت الشركة لطرح فيلم جديد عام 2020 إلا أنها قامت بتغيير في قصته، فالفيلم الجديد يتحدث عن أنّ مولان انضمت للجيش الإمبراطوري الصيني للقتال ضد بدو السهوب الأوراسية، فيما تروي قصتها الأصلية أنها انضمت للقتال مع جيش شيانباي ضد الغزاة.