الدراجة النارية… بمثابة الزوجة الثانية للرجل

الدراجة النارية… بمثابة الزوجة الثانية للرجل
خيانة مشروعة
Smaller Bigger

في كلّ مرة أجلس في مقهى عام – شعبي -، أسترق السّمع لبعض الأحاديث من غير قصد، حيث تسود مصطلحات غريبة بعض الشيء، يستخدمها الشباب الذين تظنّهم لوهلة يتحدّثون عن أمر خطير، أو ربّما عن حبّ لا مثيل له، قد فرّق بين قطبيه الزمنُ، فإذا أنصتَ وتمّعنت جيّداً فستجد أن حديثهم هو عن إحدى الدراجات الناريّة الخارقة الحديثة!

الموضوع مضحك بعد الشّيء، لكنّه الحقيقة. فالدراجة النارية تُعتبر بمثابة الزوجة الثانية - إن صحّ التعبير - للرجال الذين يعتنون بها من دون ملل؛ يكتئبون إذا أصابها عطل أو وعكة ميكانيكيّة، وكأنّ الحياة لديهم تحوّلت إلى غيوم سوداء؛ ولن يهدأ البال إلا أن تخرج من العناية بصحّة جيّدة. ولا يقتصر الموضوع فقط على صحّتها وجمالها، كما هي الحال عند النساء، إذ الغيرة تنهش الشباب إذا اشترى أحد أصدقائهم آخر طراز، ويتغيّر لونهم فينظروا إلى دراجاتهم "بقرف" ويرمقونها بنظرات، وهم يهمسون في داخلهم :"ربما حان الوقت للتغيير!".

هنا تنطلق حربٌ مع الذّات؛ ولكي يُبرّروا كرههم للدرّاجة، يختلقون ذرائع ما كانوا يكترثون لها، ومنها: الكربراتير – حزام الدولاب – الجنط.

وهناك من يتكلّم بلهفة على دراجة الأحلام التي يُمكن أن تطير به، وتسافر إلى بلاد الواق- الواق من دون تعب، أو تلك المرصّعة قطعها بالألماس من دون مبالغة.

وأخيراً، بعد التكلّم عليها لمدّة نصف سنة على الأقلّ، أتت "عروسة الأحلام" وانقشعت الابتسامة من جديد، ليحتفل بها وكأن أحد أحلامه تحقق، وبات لديه زوجة ثالثة تُنسيه الثانية، ليعيش نكداً جديداً على مدار عامين قبل شراء دراجة جديدة. 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد