اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يقول المخرج والممثل والكاتب المسرحيّ الكنديّ، دانييل بروكس: "المسرح هو فعل اجتماعي بحدّ ذاته. هو علاقة حيّة يتشارك فيها الجمهور والفنانون النفس نفسه في الوقت نفسه". انطلاقًا من قوله هذا، لا بدّ من التساؤل عن الدوافع وراء ارتياد المسرح.
للتسلية
يقصد المرء المسرح في الدرجة الأولى للتسلية وتمضية الوقت. فبمجرد أن يتواجد داخل القاعة ينسى العالم الخارجي وكلّ ما يحدث فيه. ينسى واقعه المرير. ويتفاعل مع ما تقدّمه له المسرحية من محتوى. في المسرح، تجتاح المرء مشاعر الخوف والسعادة والمفاجأة. وتتفاوت نسب هذه المشاعر تبعًا لنوع المسرحية، أكانت كوميديةً أم تراجيديةً. أيّ عمل فنّي يتعرّض له الإنسان، تكون التسلية هي الدافع الأوّل وراء الإقدام على هذه الخطوة.
لا وحدة داخل القاعة
كما قال بروكس، "المسرح هو فعل اجتماعيّ". من خلاله، يجتمع الأشخاص ذوي الخلفيات المختلفة ليتشاركوا مشاهدة مسرحية معينة. وهذا ما لا يشعر المشاهدون أنّهم لوحدهم. لا بل هناك من يشبّههم ويشاطرهم الشغف نفسه. وهذا يعدّ أمراً جديراً بالأهمية. أن يعيش المرء في جماعة ولو لفترة وجيزة من الوقت لا يعود إلّا بالمنفعة على شخصيته.
للمعرفة
يكمن وراء أيّ عمل مسرحي رسالة يودّ القائمون عليه إيصالها للمشاهدين. وغالبًا ما تحمل المسرحية في طيات مشاهدها المعرفة. تمرّر المعلومة بوضوح أحيانًا. قد تكون مبهمةً أحيانًا أخرى. مهما كان القالب الذي وضعت فيه المعلومة لا بدّ للمشاهدين أن يفهموها. هذا وقد يستقي المتلقّي فكرة أثارت انتباهه، فيقوم عندها بتسجيلها في ذاكرته، ليقوم بالبحث عنها لعله يشبع فضول المعرفة لديه.
للنقد
بالطبع، أيّ عمل مسرحيّ سينقل بطريقة أو بأخرى واقع المجتمع. إن تمّ العمل على الفكرة والسيناريو بحرفية عالية، لن يملّ المشاهد أثناء متابعته مهما تكن مقاربته تنقل الواقع كما هو. إذ إنّ مضمون المسرحية سيسلّط الضوء على أمور يجهلها المرء في مجتمعه أو لا يعرها أيّ اهتمام. وهنا تكمن أهمية المسرح. أي مجتمع لا يرتقي ولا يتطوّر في حال لم ينتقد نفسه. وبالتالي، يلعب المسرح دورًا فعالًا في تفعيل الحسّ النقديّ عند المشاهدين.
إذًا، لا بدّ من ارتياد المسرح ليفصل الإنسان نفسه عن واقعه. ويعيش في عالم بعيد عن التكنولوجيا.
