اشترِك في نشرتنا الإخبارية
ألقاب الراحل الكبير، الفنان السوري صباح فخري، عديدة ومنوّعة. تبدأ من اسمه بحدّ ذاته، وتمرّ باسم "صبّوح" الذي يحبّ محبّوه تسميته، و"أبو كلثوم"، "ملك الغناء"، "سلطان الطرب"، ولا تنتهي بلقب كبير حازه طوال مسيرته الفنيّة والذي تمثل بلقب "صنّاجة العرب".
ولكن لماذا نقول إنّ اسمه بحدّ ذاته لقبٌ؟ كثرٌ لا يعلمون أنّ اسم العملاق الكبير المولود في مدينة حلب السوريّة في العام 1933 هو صباح الدين أبو قوس، وكان قد حاز لقب "فخري"، بعدما اكتشفه الزعيم والأديب السوري الراحل، فخري البارودي، فأعطاه اسمه ليكون كنية ولقباً له.
ومع امتداد شهرته، أحبّ محبّوه تلقيبه دلعاً، فعبّروا عبر "صبّوح" عن حبهم له وما يكنون له من مشاعر فائضة.
حاز صباح في مسيرته لقباً آخر، يعبّر بحق عن امتهان وقوّة ورصانة الطرب والفنّ الذي يقدّمه لجمهوره.
يعود لقب "صنّاجة العرب" إلى ميمون بن قيس بن جندل، الملقّب بالأعشى، وهو شاعر عربي جاهلي أدرك عصر البعثة النبوية، أطلق عليه لقب "صنَّاجة العرب" لجودة شعره. والصنَّاجة آلة موسيقيّة كانت شائعة عند العرب في ذلك الوقت، ويستخدم لفظ "صنج" للتعبير عن الآلة الوتريّة، التي يتمّ العزف عليها باستخدام الأنامل. ويطلق تعبير "صنوج الدف" على الأقراط النحاسية الصغيرة المستديرة التي تستعمل في الحفلات الموسيقية، إلى جانب إطلاق كلمة الصنج على الطبل كذلك.
وكان لفظ "صنّاجة" قد استخدم في أشعار الأعشى في أكثر من قصيدة، وربّما كان هذا أيضًا أحد أسباب اشتهاره بهذا اللقب.
