"كادوريم ليس مزحة"... مغنّي راب يحلّ ثالثاً في استطلاع سباق الرئاسة التونسية
كادوريم من الأسماء التي طالما أثارت ضجة في تونس وتحوم حيالها أسئلة كثيرة خصوصاً أن ظهوره اقترن في البداية بالثراء الفاحش والسريع، قبل أن ينتقل إلى المشاركة في الأعمال الخيرية في المناطق الفقيرة، حيث توجس كثيرون من أن تكون أهدافها سياسية.
في استطلاع جديد للرأي أُعلنت نتائجه السبت الماضي شكل مفاجأة للتونسيين، برز اسم مغني الراب التونسي المعروف بكادوريم من بين الأسماء الأولى التي ينوي التونسيون التصويت لها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ووفق استطلاع مؤسسة "سيغما كونساي" جاء الرئيس قيس سعيّد في المرتبة الأولى بنسبة 49.9 في المئة، بينما حل النائب السابق في البرلمان الصافي سعيد في المرتبة الثانية بنسبة 10.3 في المئة، أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب مغني الراب كادوريم بنسبة 5.9 في المئة متقدماً على رئيسة حزب "الدستوري الحر'' عبير موسي التي طالما وضعتها الاستطلاعات السابقة في المرتبة الثانية، ولم تحصل هذه المرة سوى على نسبة 4.6 في المئة.
وكادوريم من الأسماء التي طالما أثارت ضجة في تونس وتحوم حيالها أسئلة كثيرة خصوصاً أن ظهوره اقترن في البداية بالثراء الفاحش والسريع، قبل أن ينتقل إلى المشاركة في الأعمال الخيرية في المناطق الفقيرة، حيث توجس كثيرون من أن تكون أهدافها سياسية.

من هو كادوريم؟
الاسم الحقيقي لمغني الراب هو كريم الغربي، هاجر الى فرنسا عندما كان عمره 15 سنة، وبدأ مسيرته في عالم الراب سنة 2004 بتعاقده مع شركة "يونيفرسال"، وعرف من وقتها باسم الشهرة "كادوريم- k2RHYM " ويحمل أول حروف اسمه "k2".
قدم أعمالاً مشتركة مع أسماء عالمية وتجمعه علاقات صداقة بمشاهير الفن والموضة والسياسة في العالم، وكثيراً ما ظهر في بداياته مرتدياً مجوهرات من الألماس ومتبجحاً بثمنها. وعُرف المغني في حساباته على "السوشيال ميديا" بنشر صور له تظهر ثراءه الفاحش.
تزوج كادوريم من سيرين ابنة الرئيس السابق زين العابدين بن علي ثم أعلن انفصاله عنها بعد وفاة والدها، وتفرغ لأنشطة خيرية أثارت جدلاً كبيراً بعدما تخلى عن الإطلالات الباذخة وارتدى بدلات أنيقة وأزال الوشوم الكثيرة التي كانت تغطّي كامل جسده.
شارك كادوريم في حملات تطوعية وساهم في ترميم مستشفيات ومدارس في المناطق الفقيرة في تونس، كما وزّع مساعدات على المحتاجين في حركة ذكّرت بما كان يقوم به المرشح السابق للرئاسة نبيل القروي.
وفي خضم أزمة كورونا قاد حملة لمساعدة الفقراء وأعلن استعداده لشراء اللقاحات للتونسيين.
ومن آخر مبادراته التي أثارت جدلاً استقدام لاعب كرة القدم الشهير رونالدينو في بادرة قال إنها تسعى للترويج لتونس كوجهة سياحية.
ليس مزحة
وأثار ظهور اسم كادوريم في مقدم الأسماء المرشحة للرئاسة ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في تونس، وذلك فور الإعلان عن نتائج الاستطلاع، وراوحت الآراء بين من عبروا عن دهشتهم لحشر اسمه بين مجموعة المرشحين للرئاسة واعتبارها "مزحة سمجة" وبين من أكد أن الأمر متوقع لأسباب كثيرة.
وكتبت الصحافية منية العرفاوي: "كادوريم ليس مزحة... هم لا يمزحون... نحن من نمزح ببلاهة". وأضافت أن "المطلعين على بعض الكواليس يعلمون أن نتيجة اليوم والخروج إلى العلن أمر كان يُعدّ له منذ سنوات وعلى أكثر من مستوى، وبهدوء وحرص شديدين، وفي إطار خطة معينة لا ضجيج فيها. لا تستخفوا بالأمر وتجعلوه نكتة سمجة لأننا ببساطة نحن النكتة والجميع يضحك علينا وأمرنا ليس بيدنا، وكل مرة يتم تجريب وصفة علينا... وكل مرة تفشل الوصفة لتأتي بعدها الوصفة الأخرى".

وكتب الإعلامي سمير الوافي: "صُدِم البعض من وجود كادوريم في المرتبة الثالثة في اتجاهات التصويت للرئاسة بحسب استطلاعات سيغما... وشكك كثيرون في صدقية سيغما ولمحوا إلى وجود شبهة في رفع اسم كادوريم إلى الصدارة، متقدماً على فاضل عبد الكافي وعبير موسي وغيرهم من السياسيين التقليديين...". وأضاف: "التشكيك في نزاهة سيغما مجرد ترهات وتخدير للوعي وإنكار للواقع وللحقيقة... فهناك استطلاعات أخرى أجنبية وتونسية مطابقة أو متشابهة مع استطلاع سيغما... وبعضها وضع كادوريم ثانياً وليس ثالثاً، ومنذ شهور كنا على علم بذلك... ليس هناك أي تضليل أو شبهة للأسف... نعم صعد كادوريم بفضل الغباء والسذاجة والجهل... وبسبب الفقر والفراغ الذي غابت فيه الدولة حيث ربع التونسيين تحت خط الفقر... فيستبلههم ويستميلهم كل من يستثمر مشاعرهم والتجارة في فقرهم... ولكن أيضاً بفضل الهواة والفاشلين والمغامرين الذين عبثوا بالدولة وأحلام الناس طيلة سنوات حتى رذلوا السياسة وقتلوا الثقة في كل شيء... وانهارت الثقة في الديموقراطية ونفد الأمل في السياسيين التقليديين والأحزاب".
وتابع الوافي: "كادوريم هو التعبير عن فشلكم، عن عبثكم، عن كذبكم، عن فسادكم، وعن نفور الناس منكم... وهو العقاب الذي تستحقونه. أما الذين يعاقبونكم بكادوريم فيعاقبون معكم وطنهم وأنفسهم باستبدال السيئ بالأسوأ... للأسف. ولكن الطريق أمامه ليس سهلاً إلى هذه الدرجة... ولا أصدق أن تونس عقرت وهانت إلى هذه الدرجة...!".
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
شمال إفريقيا
11/1/2025 8:19:00 AM
من هي الدول المشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير؟
سياسة
11/1/2025 3:32:00 PM
برّاك: "آلاف الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان ما زالت تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل"...
ثقافة
11/1/2025 8:45:00 PM
بصمة لبنانية في مصر تمثّلت بتصميم طارق عتريسي للهوية البصرية للمتحف المصري الكبير.
نبض