الكشف المبكر للأطفال: ليس باللقاحات وحدها نحمي أطفالنا

الدكتور زياد الرافعي*لقد كان لظهور اللقاحات تأثير كبير في منع الكثير من الأمراض التي كانت في السابق شائعة لدى الأطفال. وليس من المستغرب أن يكون العديد من الأطباء الشباب لم يشاهد حالة حصبة واحدة خلال تدريبه أو عمله، بينما كنت أرى خمس حالات أسبوعياً في موسم الحصبة خلال عملي في طرابلس في السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، حين لم يكن اللقاح ضد الحصبة إلزامياً في لبنان كما أصبح في ما بعد. وبسبب الانهيار الذي حصل في لبنان والتراجع في مستوى اللقاحات عادت الحصبة الى الظهور مع الأسف.ولكن ليس باللقاحات وحدها نحمي أطفالنا فمع تطور التكنولوجيا الحديثة أصبح بالإمكان الكشف المبكر لكثير من الأمراض التي إذا تأخر اكتشافها تتسبب بمضاعفات خطرة، وبعضها قد يؤدي الى الوفاة المبكرة. فكما تقوم النساء بالكشف المبكر لسرطان الثدي يجب إجراء الكشف المبكر لجميع الأطفال حديثي الولادة لقصور الغدة الدرقية وبعض الأمراض الاسـتقلابية metabolic diseases ولضعف السمع الولادي congenital hearing loss. وإن كان المولود من منطقة تكثر فيها الإصابة بالمنجليةsickle cell disease فإنه يجب القيام بالكشف المبكر عن هذه الاصابة ايضاً. وبعد عمر السنة يجب إجراء الكشف المبكر لضعف النظر ولالتواء العمود الفقري بعد عمر 10 سنوات للفتيات و11 سنة للصبيان. العقل السليم في الغدة الدرقية السليمةإن قصور الغدة الدرقية الولاديcongenital hypothyroidism يؤدي الى التخلف العقلي إن لم يعالج باكراً. لذلك من الضروري الكشف المبكر مباشرة عقب الولادة مع بدء العلاج في أسرع ما يمكن إذا تبيّن وجود قصور في الغدة. ولقد أظهرت الدراسات أن الأطفال المصابين بهذه الحالة يكونون أقل ذكاءً من أقرانهم في المراحل الدراسية بالرغم من أنهم قد بدأوا العلاج في اليوم التاسع من الولادة بالمعدل. وفي لبنان تبلغ نسبة الإصابات 1 من كل 1500 مولود.الكشف...