طمع الدائسين على أوجاع الناس

القس سهيل سعوديعيش العديد من اللبنانيين واللبنانيات في هذه الفترة، في أزمة بل أزمات متعدّدة الأوجه، ربّما تكون الأصعب في تاريخ لبنان الحديث، وذلك بسبب الأوضاع المالية والاقتصادية والصحّية، التي آلت إليها البلاد، والتي سبّبها معظم قادتنا وحكّامنا الفاسدين والمفسدين والساكتين على الفساد، مما حدا ببعض المواطنين، بدافع اليأس القاتل، الى اقتحام مصارف، وحدا بآخرين الى ركوب قوارب الموت، مخاطرين بحياتهم وحياة عائلاتهم، من أجل الخروج من هذه الجهنّم، ونارها الحارقة التي تحرق قلوب الأهل على أولادهم، فيسعون دون أيّ ضمانات لتأمين وطن بديل أفضل لهم، يحترم إنسانيتهم وكرامتهم. وما يزيد الطين بلّة، هو أنه بدلاً من أن يتكاتف المواطنون الميسورون بعضهم مع بعض، لمساعدة إخوتهم وأخواتهم المحتاجين الذين يستغيثون طلباً للاستشفاء والدواء، والكهرباء وتأمين إيجارات بيوتهم، نرى فئة من الطمّاعين الأباطرة في العديد من القطاعات الذين من أجل مصالحهم الشخصية يدوسون على أوجاع الناس وأنينهم واستغاثاتهم دون رحمة، ويتحكّمون بحاجاتهم المعيشية الأساسية، فارضين شروطهم التي لا يبرّرها إلّا طمعهم بالمزيد والمزيد من المال، ولو على حساب أوجاع الناس.تعرّف القواميس اللغوية الطمع، على أنه "الرغبة الجامحة، والشهيّة المفرطة التي...