حسني الزعيم: إمّا إعدام أنطون سعادة فوراً أو اجتياح لبنان 1949

العميد المتقاعد أنور يحيى*قاد العقيد حسني الزعيم، الانقلاب الأول في سوريا بتاريخ 30/3/1949 بوجه الرئيس السوري شكري القوتلي ورئيس حكومته خالد العظم. أودعهما الإقامة الجبرية، أعلن الأحكام العرفية، حلّ مجلس النواب السوري وبدأ بتركيز إدارته الجديدة التي لم تعترف بها معظم الدول العربية المستقلة في حينها، ولا سيما مصر، العراق، ولبنان.كانت نتائج خسارة فلسطين على أيدي اليهود، 1948، حافزاً للكثيرين للعمل ضدّ الإرهاب الإسرائيلي، وتأثّر حسني الزعيم، ضابط كردي من حلب، لتخاذل القيادات العربية وضياع فلسطين!تربط الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح، صداقة متينة مع الرئيس السوري الوطني شكري القوتلي، وقد هاجمت الصحافة اللبنانية في حينها قائد الانقلاب المتعارض مع أسس الديموقراطية والنظام البرلماني، ما أغضب حسني الزعيم وأرسل بتاريخ 4/4/1949 رسولاً قابل الرئيسين الخوري والصلح مبدياً الانتقاد لتاخر الاعتراف بشرعية الانقلاب الجديد، ويُحمِّل الرئيس الصلح مسؤلية هجوم الصحافة اللبنانية ضده. طلب الرئيس الخوري من الأمير فريد شهاب، مدير الأمن العام اللبناني، الذي يرتبط بصداقة مع قائد الانقلاب منذ 1942 عندما كانا معاً يمضيان الحكم بالسجن في معتقل المية ومية لدعمهما حكومة فيشي المدعومة من هتلر النازي، لزيارة حسني الزعيم وترتيب الأمور معه. زار الأمير فريد حسني الزعيم في الشام، استقبله بحفاوة وطلب سرعة اعتراف الدولة اللبنانية بشرعيته، وتوقف الصحافة عن مهاجمته واعتبار انقلابه ضد الديموقراطية!بعد أيام اعترفت مصر والعراق ولبنان بشرعية حكم العقيد حسني الزعيم ولم يلبث أن استقبل السيد أنطون سعادة، ز عيم الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسّسه 1934، والمناهض لشرعية الكيان اللبناني الذي يتناقض مع مشروع سوريا الكبرى الممتد من جبال طورس شمالاً الى شبه جزيرة سيناء جنوباً، ومن البحر المتوسط غرباً الى الصحراء في الشرق. زوّدَ حسني الزعيم الحزب القومي بالسلاح والدعم وبدأت عمليات التصدّي لقوى الدرك والمخافر اللبنانية في عدة مناطق، وتصاعدت الاشتباكات مع حزب الكتائب اللبنانية، الذي يعتبر أن حدود...