لا تقتلوا الأمل مرتين على الأثر

سامي سليم حاوي  من أنتم أيها المسؤولون السياسيون، وهل وُلدتم في خواء الأزمنة والسنوات العجاف، وعلى يد قابلة مشعوذة حتى حللتم بين ظهرانينا ولكأنكم خلائق من طينة أخرى، وكائنات معوّقة من كوكب آخر؟وما يُقال فيكم، وهذا أقله، إنما هو ازدراؤكم لمواطنيكم الذين صنّفتموهم في خانة فلول الإنكشارية وطوابير المرتزقة، بعدما ترعرعتم في أكناف جلاوزة الفساد، وواليتم طغاة البغي، وامتطيتم صهوات العنجهية والصلف، فتسللتم في وضح النهار إلى الربوع، ورمّدتم المباخر وأطفأتم في الأكف ألق الشموع.وما الذي سنقوله لكم، وبعدما أوغلتم وأمعنتم في طعن صدر الوطن وسفح دمائه بكل ما ملكت أيمانكم في جعباتكم من الخناجر، وما حوته جرابكم من النصال يا ورّاث قايين وبروتوس وأبي جهل.أجل، لقد استعبدتم مواطنيكم واضطهدتموهم وأذللتموهم حتى جفّ الرحيق في حلاقيمهم، وأحلتموهم إلى أسماك متفسخة ورمة مُشوهة المعالم، ملقاة على ضفاف اليأس، وفي بؤر ومجاري الجداول والسواقي المتجمدة.إشتركتم في الحكم، وتعاقبتم على الإمساك بمقدرات الدولة، ولسنوات طويلة، فلماذا والحالة هذه، وهنا يبقى السؤال الكبير، أغضضتم الطرف عن التآكل في احتياط البنك المركزي، ولماذا وقفتم موقف المتفرج...