هل لبنان دولة ديموقراطية؟

الدكتور محمد فاعور*ذات يوم، قال رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص: "في لبنان لدينا الكثير من الحرّية والقليل من الديموقراطية". لم يعرِّف الرئيس الحص مفهمومه للديموقراطية ولم يحدّد الحريات الكثيرة التي كان يتمتع بها اللبناني."الديموقراطية" مفهوم حمل معاني اختلفت باختلاف الأزمنة. قديماً، اعتبر المؤرخ اليوناني هيرودوتس أن الديموقراطية هي "حكم الأغلبية والمساواة والمسؤولية". أرسطو عرّف الديموقراطية بأنّها "دستور يسيطر فيه الأحرار والفقراء (وهم الأغلبية) على الحكومة". في أثينا القديمة كان لكل المواطنين الذكور الأحرار أصوات متساوية في اتخاذ قرارات الحكم. لكن هذه المفاهيم القديمة للديموقراطية تغيَّرت وحلّت مكانها مفاهيم حديثة أبرزها مقاربة المفكر روبرت دال الذي اعتبر أن الديموقراطية هي نظام سياسي مثالي أو أنموذجي قد لا تتمكن من تطبيقه على أرض الواقع أيّ أنظمة سياسية. لذا صاغ دال مصطلحاً جديدا للديموقراطية الواقعية سمّاه polyarchy، وهو نظام سياسي يسعى إلى الاقتراب من المفهوم المثالي للديموقراطية، ويقوم على سبع دعائم تشكل الحد الأدنى من المتطلبات. تشمل هذه المتطلبات حق المواطن في التصويت والترشح للانتخابات العامة، وأن تكون الانتخابات حرة وعادلة، وحرية التعبير وحرية الوصول إلى مختلف مصادر المعلومات وحق تشكيل أحزاب سياسية مستقلة. وقد بنى على هذه الدعائم مفكرون وهيئات متخصصة وصولاً إلى تحديد العناصر الأساسية للديموقراطية بحيث يمكن قياسها. في عام 2002 حددت الأمم المتحدة 10 عناصر هي: إحترام حقوق الإنسان، حرية تكوين الأحزاب والجمعيات، حرية التعبير...