الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

المسيحيون عقدة أم قضيّة؟!

المصدر: "النهار"
Bookmark
الكورنيش البحري لبيروت (تعبيرية - حسام شبارو).
الكورنيش البحري لبيروت (تعبيرية - حسام شبارو).
A+ A-
أورنيلا سكريقف المسيحيون اليوم أمام منعطف خطير لا يشبه سابِقه بكل تأكيد. غير أن هذه الوقفة لطالما تميّزت بحقبات نهوض وانكسار، أهم ما في وقفتهم هذه أنها متعلقة بالماضي، تعلّقاً لا مجال لعبوره دون تحديد المحاسن والعيوب التي تجلّت من خلالها نهضة لبنان والمنطقة العربية، إذ إنه بنظرهم لا مجال للشك في قيمة ذاك الماضي والاعتزاز بالقيم والنهج الذي مارسوه طيلة تلك الفترة التي عُرفت بـ"الفترة الذهبية". إلا أن الماضي بالنسبة لهم يعني الجمود والتكرار، تطبّعه الأمانة للذات ولما مضى، ودفاعاً للحاضر. لذا لا بدّ من إعادة توجيه هذا المسار وتوضيح نجاحات وإخفاقات المسيحيين من أجل فهم فكرة ضعفهم اليوم، التي يعتريها وجود لا يقوم على مبدأ هو مرادف لرهينة العدد، بل هو شأن خلاف وانقسام ذاتي ينبغي مواجهته قبل البحث في المستجدات التي وفدت وتأثر بها المسيحيون عبر نضالهم التاريخي. فأين العقدة والقضيّة؟ لا شك في أن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب المصارحة والمكاشفة والاعتراف بالخطأ قبل كل شيء من خلال مراجعة تاريخية مسيحية كان لها ثقل وازن متمثل في نظالهم المستمر عن وجودهم وحضورهم التاريخي سواء لهجة المشرق أو الغرب وتأثير هذه المسيرة على العلاقات المسيحية-الإسلامية عبر تاريخ من التفاعل الحضاري والثقافي المثقل بالملاحم والمقاومة والتلاقي، شهد فترات تقارب وتمزّق وانفصال يعود بالدرجة الأولى الى أسباب دور الاستعمار الذي سيّر طبيعة ومحددات تلك العلاقة القائمة على أسس الولاء الغربي أكثر منه ولاءً وطنياً عروبياً كما تدّعي روايتهم، وذلك أن المسيحيين كغيرهم من الأقليات المضطهدة الأخرى، أي الدروز والشيعة والسنة، واجهوا حالة الاضطهاد بعبارة أدق، فقد كانوا مطرودين نحو الجبال من المطاردة الإسلامية لأنهم ارتبط تاريخهم من وجهة نظر المسلمين بالولاء للمستعمر. أولاً: تمثل الولاء الغربي عبر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم