الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

عدت يا أيّها الشقيّ

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-
سلوى شكري كرم يصادف اليوم عيد مولدي، وتعود بي الذاكرة، في كل عام، الى أغنية للخالد الراحل الباقي فريد الاطرش، ومن بعض كلماتها، "عدت يا يوم مولدي، عدت يا أيها الشقي، ضاع مني الصبا وغزا الشيب مفرقي، ليت يوم مولدي يصبح يوماً بلا غدِ. هو مصير واحد لكل من ولد على هذه الارض، أن يولد، مريضاً أو معافى، وأن يكبر فيتعلم ويتزوج ويعمل ليعيش، ومن ثم يموت، تاركاً وراءه ورثة يتذكرونه ويستذكرونه، أم لا، بحسب مجريات الحياة، والاستمرارية وظروفها. فكما يقول أحد الفلاسفة، إن السعادة هي حزن يرتاح، وأجد نفسي ملزمة بإيراد المقولة بالفرنسية، توخياً للدقة الادبية Le bonheur est un malheur qui se repose ، وهذا يعني أنه بالنسبة إليه فإن السعادة غير موجودة مطلقاً، وما هي إلا حزن يرتاح، وقد يظهر هذا الحزن في أي وقت وبمناسبة أي ظرف، أو بفعل أي شخص، وقد يكون هذا الفعل متأتياً من تصرّف الشخص ذاته، أي تصرف كل منا. تبدأ مشاكل الحياة منذ أن يولد الانسان، وقد يظن البعض أن الحديث الولادة لا هموم لديه، وهذا طبعاً أمر خاطئ. فإن حديث الولادة سوف يأتي حزنه وبؤسه وتعاسته من أقرب المقربين إليه، ومنه، عندما لا يكتشف ذووه حقيقة بكائه ودموعه، ذلك أن الطفل الرضيع أيضاً يفرح، ويحزن ويتألم، في بعض الاحيان، فهو، في نهاية المطاف، لا بل في بداية المطاف وأساس وجوده، روح في جسم طفل. وهذه الروح لها أحاسيسها وأحزانها وسبب فرحها أو حزنها. لكن كل ما في الامر أن سبب الحزن، وسبب الالم ليس ذاته ولكنه في ذات الاهمية وذات النتائج على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم