في وداع السيد

نجيب القاضيفي ظل الانهيار والكوارث التي مر بها لبنان خلال السنوات الماضية، يأتي رحيل دولة الرئيس حسين الحسيني وكأنه صورة مكملة للمشهد الدراماتيكي للبلد. فهو من دون شك، من أواخر الخامات والقامات الكبيرة في لبنان، يجمع على احترامه حتى من اختلف معه. عرف بـ"عراب الطائف"، ذلك الاتفاق الذي أوقف الحرب الأهلية بالرغم من كره أطرافه المتعددين له أو قبولهم مرغمين بعد انهيار أحلام أمراء الحرب بالحكم الذاتي العشوائي، وذلك الاتفاق الذي دأب أعضاء منظومة الفساد وتدمير البلد على تذويبه وتطبيقه انتقائياً، هم وداعموهم من أشقاء خارج الحدود.دولة الرئيس الحسيني، عُرف بـ"السيد" في محيطه الخاص، ليس لكبرياء لم يلبسه قط، ولا لادعاء الطهارة وهو ليس بحاجة الى شهادة، ولا تعدياً على لقب "السيد" في زمن تزوير الهوية، بل لاحترام الأقرباء كما الغرباء لما كان يمثله. فهو ابن العائلة...