الأحد - 05 أيار 2024

إعلان

لا قيامة للبنان إلّا بتغيير نظامه العنصري

المصدر: "النهار"
Bookmark
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
عماد جوديةمنذ قيام نظام القائمقامية عام 1860 ومن ثم إعلان ولادة لبنان الكبير عام 1920 وبعدها استقلال العام 1943 مرورا باتفاق الطائف (1990) وصولاً إلى اليوم، لم تشهد البقعة الجغرافية المسمّاة لبنان لا وطناً ولا دولة حقيقيين وقويين إلّا في ظل حكم الأمراء المعنيين التوحيديين الدروز وفي طليعتهم الأمير فخرالدين المعني الأول المميز والإستثنائي إذ لم يحكم لبنان رجل أشجع وأرقى وأكفأ وأنزه منه، وقد امتدت إمارته من صفد بفلسطين مرورا بساحل لبنان وجبله وبقاعه وشماله وصولا إلى حلب وحتى تدمر شرقا في سوريا. وهذا الأمر يعني عمليا أن حكم الدروز كان ممتدا آنذاك في الكيانات الثلاثة التي سُميت لاحقا بأسمائها المعروفة رسميا. وكانت الإمارة المعنية منفتحة على الغرب وعلاقتها طيبة مع مواطنيها من مسلمين ومسيحيين، وبخاصة مسيحيي الجبل اللبناني الذي كان ينتمي اليه الامير فخر الدين كونه ابن بلدة بعقلين الشوفية، وهذا يعني عمليا أن سكان لبنان وبعض مناطق فلسطين وسوريا من مختلف الطوائف كانوا يعترفون بفخرالدين المعني الموحد الدرزي حاكما لهم وعليهم لأنه كان "مشرقيا"، أي أنه مارس سلطته وسلطانه عليهم بعيدا من "التعصب" المذهبي والطائفي وحتى العنصري، فكان حازما وعادلا في آن واحد خلال إدارته شؤون إمارته، وكان هذا الأمر من إيجابياته العديدة التي ميزت حكمه، وقد أتاح له ذلك العمل بنجاح وتقدم فجعل منها وطنا آمنا لسكانها على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ودولة قوية ومتقدمة لهم، وقد استفاد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم