الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الطائفية والكيان اللبناني: مكاسب الفساد وكره الدولة

المصدر: "النهار"
Bookmark
قصر بعبدا.
قصر بعبدا.
A+ A-
د. سلمان قعفراني* يحكى ان بدويا من الرحّل فعل الفاحشة مع بعير له في احدى الصحاري، ثم استغفر ربه ولعن الشيطان، فخرج اليه الاخير صارخا:" يا ابن ... اما هذه، فانا لم افعلها". وليس بعيدا عن ذلك، تلعب الطائفية الدور ذاته، وإلاّ على من كان سيُسقِط اللبنانيون ونخبهم شرور سياساتهم ورذائل ممارساتهم وخطاياها؟ من بديهيات القول ان الشيطان لا يخوّف المؤمنين بالله ورسله، كما أن الطائفية لا تخوف المؤمنين بالدولة وقوانينها. ومع ذلك تحولت الطائفية الى غول خرافي بألف وجه ولسان، تتلقى اللعنات، ولها تكال الاتهامات. وتجيب الطائفية: «انا كنت ميزانا وحكما مؤقتا لكم. لم افترس خبر أطفالهم ولا اقلامهم. باسمي فضضتم شرف قضائكم ودنستم عمائم مؤسساتكم! انا كنت مع الدستور احدى مولِّدات الكيان والوطن. كنا توأمين، لكني لم اتوقع العيش طويلا، ظنا مني أنى سأستريح بعد ما يكبر الأبناء ويعقلون. وإذا بهم يتامى قاصرين. أتتخيلون ما كان يمكن ان يحصل، لو لم أكن انا الضابط الكل"؟ لا ضرورة للطائفية بتذكيرنا بأهمية دورها التاريخي، لأنها كانت ملاصقة ومكملة للكيان والدستور. لقد وضَعت أسساً للتعايش بين مكونات دينية وثقافية متنوعة، لأن السؤال المعضلة هو كيف يمكن إرساء سلم اهلي دائم، وضمان استمراره، في رقعة جغرافية لها حدود جديدة، مزروعة بالجهل والفقر، وتعج بالعديد من المذاهب الدينية المتناحرة التي تجهل تماما مفاهيم الدولة والمواطنية، وتنظر كل منها الى الاخرى بعين الريبة والحذر والخوف، وتطمح للعب دور رئيسي في إدارة شؤون الدولة الطازجة وسياساتها؟ لقد اقرّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم