...سياسةُ وطنٍ ....

سألني العُمرُ يَوماً عَن أهوائي
عَن مُيولي عَن دائي وَدَوائي .....
فَقُلتُ لَهُ في وَطَني سِياسَةٌ
هِيَ سَبَبُ عِلَّتي وَابتِلائي.....
وَنِظامٌ مُرهَقٌ مُتعَبٌ
مِن قَوانينٍ تَفتِكُ بِأجزائي ....
الحُبُّ فيهِ مُضطَهَدٌ وَالشَرُّ قائِمٌ
وَلا أجِدُ بَينَ الزُعَماءِ أمَلاً لِرَجائي....
فيهِ البَريءُ وفيهِ المُتَّهَمُ
وَأبشَعُهُم مَن كانَ مَصدَرَ الوَباءِ....
سَألَني يَوماً
هَل في وَطَنِكِ حُرِّيَةٌ
أم أنَّ الشَكوى مَحمومَةٌ فيهِ
مِنَ الألِفِ حَتّى الباءِ ؟....
وما حالُ السَهلِ وَالجَبَلِ فيهِ
وَدُرُّهُ مِن شَمالِهِ حَتَّى جَنوبِهِ
مُقاتِلٌ فِدائي.....
أجَبتُهُ قائِلَةً :
لا تَسأل مَن حَياته لَحظَةً ظَرفِيَّةً
تَقِفُ عَلى مَمَرّاتِ عُبورٍ ظَلماءِ.....
يَنامُ على فِراشٍ خالٍ مِنَ الأحلامِ
الحَربُ فيهِ كَثيرَةُ الضَوضاءِ....
فُصولُهُ مَشاهِدٌ مُبَرمَجَةٌ
على الطَوائِفِ كَأنَّها حَربُ كَربَلاءِ....
وَطَنٌ نُسورُهُ تُحارِبُ الفُقَراءَ
تَلهَثُ وَراءَ أثوابِ العِفَّةِ
عَن مَطالِبِ أهلِهِ صَمّاءِ....
فيهِ العَدالَةُ يَتيمَةُ العهودِ
عن الحرِّيةِ والحقِّ بَكماءِ ....
وَطَنٌ يُنازِعُ تَحتَ الرَمادِ
جَمرُهُ يُضرِمُ نارَ الجوعِ
في أكواخِ الفُقَراءِ....
وَالأغنِياءُ فيهِ طُفَيلِيّونَ
عَلى الزَعامَةِ
لا يُدرِكونَ إلا استِباحَةَ
أرواحِ الشُهَداءِ.....
لا تَسألني يا عُمري
ما بَقِيَ في رَصيدِ الأمَناءِ....
لأنَّهُ في وَطني
استُبيحَت العِزَّةُ وَالكَرامَةُ
وماتَ مَعَها رَصيدُ الشُرَفاءِ.....
لا تَسألني ما ديني ؟
ما سِياسَتي؟
لَستُ دِكتاتورِيَّةَ آرائي
بَل أنا انسانَةٌ مُتَطَرِّفَةٌ في مُيولي
مُتَحَرِّرَةٌ مِن قُيودي
انتِمائي واحِدٌ
عَلَمُ بِلادي وَأرزَته الخَضراءِ.....