استعادة لبنان الوطن

ماريان شبل عيسى الخوري* لا يمكن الاعتداد ببناء دولة ما لم يتوافق أبناؤها على قواسم مشتركة تحدّد هويتهم وتبني لهم وطناً لا مجمّعاً لطوائف مشرذمة الانتماء.وحده الالتزام بمسلّمات نهائية والاتفاق على مقوّمات بنيوية، يسمح ببناء دولة مؤسسات تعلو شرعيتها على شرعية الطوائف فتظللها جمعاء، تحمي الهوية والانتماء، وحرية الشعب.مقوّمات نبني على أساسها دولة حضارية، تتميز بالتعددية الثقافية، تحتضن كافة أبنائها وتحترم خصوصياتهم؛ فتتحوّل في ظلها الطائفية، من خائف على بقائه ومتباهٍ بمحيطه، إلى تنوّعٍ مثمر وإيجابي تتفاعل عبره الأديان السماوية بأسمى ما توصي به! فتتجلى عندها بحق ميزة لبنان الفريدة في عيشه المشترك على مرّ السنين!أرض شهادة ارتضيناها ملجأً لكل مضطهد في هذا الشرق؛أرض حريةٍ اخترناها في زمنٍ لم يكن لهذا المفهوم من معنىً؛أرض عدالة شئناها، فكانت الصوت المدوّي في أروقة الأمم لدحض الظلم وإظفار الحق؛ أرض تسامح قصدناها، فقدم كلٌّ منّا...