أربعون عاماً... وما زلنا نعيش الحلم!

ريـمون شاكر*فـي 23 آب 1982، انـتـخب مـجلس النواب الشيخ بـشـيـر الـجميّل رئيساً للجمهورية.بعض اللبنانـيـيـن اعتـبـروا انـتـخابه هزيـمة لـهم وانـتـصاراً لفريق لبنانـي على آخر، بالرغم من تصريـحات ومواقف الرئيس الـمنـتخَب التـي عبّـر فيها عن تـخلّيه عن الـحزبيّة وأنه لـجميع اللبنانـيـيـن...وعلى رغم مرور 40 عاماً على اغتياله، ما زال بـشـيـر موضع خلاف بـيـن اللبنانـيـيـن، فهو بـمثابة "قدّيس" بالنسبة إلـى فـئـة منهم، وهو "عميل" و"مـجرم" بالنسبة إلـى فـئـة أخرى.وفـي الـحقيقة، كان بـشـيـر يُـدرِك أنه سيتحوّل إلـى شيطان فـي نظر فـئـة من اللبنانيـيـن، ولكنه لـم يـتـراجع، لأنه كان يـخوض معركة وجود الـمسيحيـيـن على هذه الأرض، ومعركة بقاء لبنان ووحدته. وقد اكتسب صدقيّة كبـيـرة عندما أعلن رفضه إبرام معاهدة سلام منفصِلة مع إسرائيل، مـمّا أكسبه شعبـيّـة كبـيـرة بـيـن الـمسلميـن...لقد آمن بـشـير بوحدة التـراب اللبنانـي تـحت شعار 10452 كيلومتـراً مربعاً، وأراد فرض الشرعية وبسط سلطة الدولة على كامل أرض الوطن، وحصر البندقية بـيد الـجيش...