الخميس - 02 أيار 2024

إعلان

سعادتي حزينة

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
الدكتورة سلوى شكري كرم* سعادتي حزينة، لأن خوفي على مستقبل وطني هو أكبر من خوف الأم على مستقبل أولادها، رغم أن إحساس الأم وقلقها لا يقاس بمعيار ولا يقارن بغيره من كل المشاعر والآلام. إنني قلقة على هويّتي وعلى مصير حقوقي التي أمست تتضاءل يوماً بعد يوم، وتضعف وتتآكل، بفعل ما فعله سياسيو البلاد والمتحكمون بمصير العباد والبلاد.سعادتي حزينة، لأن القيم التي يترعرع عليها أطفالنا وشبابنا أمست قيماً دون قيم، قيماً ذات أهمية وفعالية مختلفة ومغايرة عن تلك التي اعتدنا عليها نحن والتي كانت مثالاً يُحتذى به وقدوة للأهل في تربية أولادهم. ففي يومنا هذا، أصبح الوالدان عبئاً على أولادهم، وأتكلم هنا على الاكثرية الساحقة من الاولاد الذين يضعون أهلهم في دور الراحة ودور العجزة، طبعاً دون تعميم ذلك على كل العائلات.سعادتي حزينة، لأن الرغبة في الحصول على المال وعلى باقي المكاسب المادية أصبحت المبتغى الاول والاساسي لجميع الناس، أو على الاقل لدى الاكثرية الساحقة منهم. فالمال طبعاً ضروري للاستمرار والعيش ومكافحة الجهل والجوع والمرض، لكن يبقى أن القيم الروحية هي أساس الازدهار والتقدم والتطور والرقيّ وتحقيق الذات، عن طريق الذات، نفسها، وعن طريق المجموعة المجتمعية المحيطة بالمرء.سعادتي حزينة، لأن الصدق والوفاء والتهذيب والشفافية وطيبة القلب أمست غباءً وسذاجة وحماقة، حيث كان الناس يحترمون كلامهم ووعودهم وما اتفقوا عليه، في غالبية الأحيان، حيث كانت العقود تُعقد شفاهة، وتصل الى النتيجة المرجوّة، بشكل أحسن وأفضل بكثير ممّا هي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم