الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

في الثقافة وفي طرابلس عاصمة للثقافة العربية ٢٠٢٤

المصدر: "النهار"
Bookmark
طرابلس.
طرابلس.
A+ A-
طلال خواجه تحتضن الثقافة طيفا يمتد من المعالم التاريخية التي نعتز بها والمتاحف إلى ممارسات التراث الحي وأشكال الفن المعاصر، وتترك بصمتها في حياتنا بطرق لا حصر لها وتساعدنا في تشييد مجتمعات شاملة، مبدعة وقادرة على التأقلم. تندرج حماية التراث الثقافي والطبيعي وصونها، ودعم الإبداع والقطاعات الثقافية في عداد العوامل الأساسية الضرورية لمواجهة التحديات التي تعصف بنا في هذا الزمن الصعب بدءا بالفقر وعدم المساواة والنزاعات والحروب والاحتلالات وصولا للفجوات المختلفة، بما فيها الفجوة الرقمية المتزايدة اتساعا. وتعد الثقافة عاملا أساسيا وحيويا لبناء وتنمية المجتمع، إذ تمنح الفرد شعورا بالانتماء، لا سيما إذا كان أفراده يتكلمون اللغة نفسها. أصبحت اللغة الثقافية ومفرداتها ( ثقافة سائدة، ثقافة نمطية، ثقافة سياسية، ثقافة اقتصادية، ثقافة اجتماعية، ثقافة فنية، ثقافة شعبية، ثقافة نخبوية، ثقافة علمية، ثقافة رقمية، مثقف منتم، مثقف عضوي، مثقف السلطة…) ترافقنا في حلنا وترحالنا، سواء في المدارس والجامعات والمعاهد والمراكز الثقافية وصولا للمقاهي والمساحات العامة، سواء في متابعتنا الفكرية والأدبية والحزبية، سواء في حياتنا الاجتماعية اليومية، أمام الشاشات والإذاعات والصحف أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتزايدة انتشارا ونفوذا وتأثيرا. وتتغير المفاهيم و المسارب الثقافية مع انفجار ثورة الذكاء الاصطناعي المتحول إلى عامل رئيسي في رسم مرحلة حضارية جديدة تلجها البشرية ونشهد إرهاصاتها في التحولات العالمية الكبرى عبر الأمن والعسكرة والحروب الاقتصادية والسبرانية، و للمفارقة بالتلازم مع استحضار وشحذ الأسلحة الايديولوجية والشعبوية المستنفرة للعنصرية والعصبيات والأعراق والأديان. ومع أن الحضارات والثقافات بما تختزن من قيم وأفكار متنوعة هي حصيلة تواصل وتلاقح وتنافس وهي تعتبر "المستودع المشترك للإنسانية جمعاء" إلا أن الجشع والاستعلاء والعنف العاري لطالما حول فضيلة التنوع والتلاقح الثقافي من التثاقف إلى القهر، مما يولد الإحباط والانطواء والانفعالات، ويغلب ردود الفعل الغريزي على الفعل العقلاني.شاع استعمال مصطلح الثقافة بدءا من منتصف القرن التاسع عشر، إذ عنى تلك القدرة الإنسانية الشاملة على التعلم ونقل المعارف واستخدامها في الحياة، وأصبح مفهوم الثقافة من المفاهيم المركزية التي تعالجها الأنثروبولوجيا في القرن العشرين، شاملا كل مظاهر حياة الإنسان المتحول إلى كائن ثقافي. عرف تايلور الثقافة على أنها ذلك الكل المركب والمعقد الذي يشتمل على المعرفة والعقائد والفنون والقانون والعادات التي يكتسبها الإنسان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم