2024: الشرق الأوسط "الإيراني"؟

بمعنى ما باتت الظاهرة الإيرانية، ممثلةً بالنظام الإيراني الحالي، تسيطر على المناخ السياسي في كل منطقة الشرق الأوسط. إنها ليست الوجهة التي تريدها الغالبية من شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني والذي تجمعه بالشعوب العربية طموحات مشروعة وأكيدة لتحقيق الازدهار الاقتصادي والعيش بسلام يكون فيه للشعب الفلسطيني حصته الأكيدة من الاستقلال والاستقرار والرخاء بعد معاناة أكثر من سبعين عاما من التشرد والقمع والتمييز العنصري الإسرائيلي. الكلام الصريح يتطلب القول أن فئاتٍ مهمةً من النخبة والمجتمع الإسرائيليين أبدت استعدادها للانخراط في مشروع السلام الذي يحترم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولكن مع الأسف ثَبُت أن هذه الفئات أقلية في إسرائيل وبالتأكيد مهمّشة سياسيا على يد اليمين العنصري الذي سيطر على الحياة السياسية الإسرائيلية معظم العقود الثلاثة المنصرمة.هل يقع المشروع القومي الإسلامي الإيراني في هذه المساحة من طموحات السلام والازدهار والعدالة؟ ليس المقصود هنا تفكيك أو تفسير الخطاب الرسمي الإيراني بعد 45 عاما على حصول الثورة الإيرانية التي يحار المراقب بعد طول معايشة أين يصنفها بين الثورات التي عاشها العالم في القرنين ونيِّف المنصرمة: هل هي ثورة كبرى العالمُ بعدها ليس مثل ما قبلها كالثورة الفرنسية والثورة البلشفية أم هي ثورة عابرة ورجعية قياساً بمضمون خطابها السلفي أو على الأقل غير التقدمي ؟ أهي ثورة قادرة أن تكون لها إضافتها الحضارية أم أنها عاجزة حضاريا ضمن الموجة التي صنّفها أوليفييه روا في كتابه " الجهل المقدس" والذي يقوم على فكرة انفصال الردة الدينية، الردة نحو كل الأديان، عن الثقافة؟؟ها هو العام الرابع والأربعون من الثورة الإيرانية ينقضي وقد نجحت الدولة التي أقامها النظام الديني، الأدق نظام رجال الدين، في تحقيق اختراقات جيوسياسية تجعل اليوم منطقة الهلال الخصيب في سوريا ولبنان والعراق كذلك الجنوب الغربي من الجزيرة العربية، أي اليمن، تحت تأثير سلطوي إيراني تحقق على مدى السنوات السابقة، كما انتهى العام 2023 وقد حقّقت إيران أو ساهمت في عملية جيوسياسية في فلسطين غزة رضرضت بل مزّقت الغلاف السياسي لمنطقة الشرق الأوسط، عملية أصبحت محور السياسة العالمية.رغم...