الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

التسوية السياسية في سوريا: مسار لم يولد بعد

المصدر: "النهار"
Bookmark
أحد المخيّمات السورية في الرقّة (أ ف ب).
أحد المخيّمات السورية في الرقّة (أ ف ب).
A+ A-
جوان ديبو توشك الأزمة السورية الملتهبة منذ شهر آذار 2011 على الدخول في عقدها الثاني دون تباشير أمل تلوح في الأفق لوضع نهاية لهذه المأساة السياسية - الإنسانية المروعة. جذور الاستعصاء كامنة في أن المأزق السوري ومنذ تبلوره الأولي في بداية 2011 والنهائي في نهاية 2015، تزامناً مع التدخل العسكري الروسي، اكتسى طابعا دولياً واقليمياً حاداً – مزمناً. على هذا الأساس، لم تعد الأزمة السورية مسألة داخلية، وإنما دولية واقليمية بامتياز. وباتت الأطراف المحلية المتقاتلة، وخاصة النظام السوري المدعوم روسياً وإيرانياً، وفصائل المعارضة السورية المدعومة تركياً وقطرياً تخوض الحرب بالإنابة عن هذه الدول الى حدٍ بعيد. وبالتالي، لإيقاف النزاع أو على الأقل للتخفيف من حدته وجب إيجاد تسوية بين جميع الدول المتورطة في المأزق السوري وخاصة روسيا والولايات المتحدة، الأمر الذي يبدو وكأنه عصي على التحقيق. الهدف من هذه العجالة ليس نفي الطابع المحلي السوري عن النزاع الدائر أو التوكيد فقط على الطابعين الدولي والإقليمي، وإنما توضيح هامشية العامل الداخلي بالمقارنة مع تضخم العاملين الدولي والإقليمي. صحيح أن النزاع السوري بدأ محلياً، لكنه سرعان ما تحول الى نزاع ذات أبعاد إقليمية ودولية تزامناً مع التدخلات السياسية والعسكرية التدريجية، ابتداءً من التدخل الايراني مروراً بالتدخل الأمريكي والروسي وانتهاءً بالتدخل التركي. لكن بخلاف الرأي السائد، فإن الدول المتدخلة في الشأن السوري باتت نفسها تشعر بالضجر جراء استدامة الازمة وصعوبة حلها، وكأن هذه الدول قد وقعت في فخ هي التي نصبتها بنفسها لنفسها بشكل طوعي. من ناحية أولى، الانسحاب لم يعد مجديا في منتصف الطريق لأي من الدول المتواجدة على الساحة السورية. ومن ناحية ثانية، مشروع الحلول الافرادية باتت شبه مستحيلة. ومن ناحية ثالثة، الإجماع على حل او حلول بين هذه الدول ايضا أصبح حلما او أضغاث احلام، على الاقل في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم