الإباحيّة تقتل الحب

الخوري شربل شلالاأستاذ جامعيمن الصعب فهم الحياة الجنسيّة من خلال الأفلام الإباحيّة. إنّها تتكلم عن المرأة وكأنّها وسيلة لذّة وعن الرّجل وكأنّه غريزي. إنّها ترى في الجنس لعبة، كلّ من يقبل الدخول فيها يثبت وجوده وقوّته. كانت الأفلام الإباحيّة موجّهة بالبداية إلى الرّجال لاعتقاد المنتجين أنّ مثل هذه الأفلام لا تهمّ النساء. أمّا اليوم فتساوى الجميع لأنّهم اكتشفوا أنّها تهمّ أيضاً الكثير من النساء اللوّاتي يخصّصن الوقت لمشاهدتها لوحدهنّ أو مع شركائهنّ. تهتمّ الأفلام فقط بجسد المرأة وليس بما في داخلها. فتحاول أحياناً إبرازها بمظهر مراهقة لتشجيع العلاقات الجنسيّة مع القصّار كما تحاول تشجيع العلاقات غير الشرعية والمحظّرة لتجعل الجنس أكثر إثارة. أحياناً تستعمل نساءً تمّ استغلالهنّ جنسياً أو عندهنّ أعراضاً نفسيّة أو تعرّضنا لنكسات صحيّة أو عاطفيّة. الإباحيّة تُفرغ الجنس من الشراكة والفرح وتقتل الحب والحميمية والعفويّة والإتّحاد العميق وتقارب الوسيلة على أنها الغاية فتضلّل الحب عن نبعه وغايته وتخرج العمل الجنسي من حميميته وتعرضه إرادياً كمادة للبيع. العلاقة الجنسيّة لا تصبح فعل حب إلاّ أذا تعلّم الشخص أنّ يحب قبل أن يلتزم بها....