الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الاتفاق السعودي الإيراني: الصُّلح... سيّد الأحكام!

المصدر: "النهار"
Bookmark
الاتفاق السعودي - الإيراني.
الاتفاق السعودي - الإيراني.
A+ A-
عبد الرحمن عبد المولى الصلحالاتفاق السعودي الايراني برعاية بكين ينطبق عليه قول الشاعر طرفة بن العبد: "ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً، ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّد...". دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي لزيارة الرياض لا شك أنها تُشكِّل تتويجاً لأجواء الودّ والوفاق والتي أتمنى أن تظل سائدة بين البلدين في ضوء الاتفاق. قيل وكُتِبَ الكثير وتناقلت مراكز الأبحاث، الصحف، المواقع الاخبارية ، خلفيات وتداعيات ذلك الاتفاق التاريخي والذي عاد بي بالذاكرة إلى اكثر من 14 عاماً حين اجتمعت مع السياسي العراقي البارز أحمد الجلبي في منزله في بيروت. كان الهدف من اللقاء، حث الجلبي واصدقائه العراقيين للاستثمار في وسط بيروت. أدّى يومها الجلبي تجاوباً قائلاً ان وسط بيروت أضحى قُبلة الانظار ومثلاً يُحتذى بهِ. لكن الحوار تشعَّب بما هو أهمَ. قال لي الجلبي بأنه يسعى وهو المعروف باتصالاته الواسعة المتشعّبة الى وفاق خليجي (تحديداً سعودي ايراني) بهدف تنمية وانعاش اقتصاديات البلدان المعنيّة بحكم التكامل في الموراد من الطاقة، النفط، غاز وزراعة. والأهم من ذلك، ان ذلك الوفاق، كما أكمل الجلبي في حال تحقيقة يساهم في وفاق وتوازن شيعي سنّي، خاصّة في حال انضام تركيا اليه. أضاف الجلبي: "بطبيعة الحال مطلوب جهد مستمر للتخفيف من غلواء وتطرف التعصّب الشيعي في ايران ومرونة لا بل اعادة النظر في نظرية ولاية الفقيه". قلتُ للجلبي: "يا ابو هاشم ما تسعى إليه اشبه بحلم ليلة صيف". ردّ قائلاً: "الأهداف الذهبية والطموحة تبدأ عادة... بحلم!".اتّسمت علاقات المملكة الدولية بالاستقرار، والحرص على توثيق عُرى الأخوة والتعاون خصوصاً مع الدول العربية والاسلامية، وتضمّنت تلك العلاقات وجهاً من وجوه التسليم ، بان الحل بالرّبط واستيلاد الحلول للأزمات موجودة في الرياض، في ضوء مكانة المملكة ودورها المميّز وثقلها السياسي والمالي والاقتصادي وفي هذا الصدد استُعمل النفط بما يُمثّل من قوة اقتصادية ومالية ليس فقط لتنمية المملكة واطلاق المشاريع العملاقة وتطوير قدرات المواطن السعودي وتعزيز رفاهيته بل أيضاً لمد يد العون والمساعدة للدول العربية والاسلامية لكن... من دون فرض سياسات الزاميّة تستدعي تغييراً في خيارات الآخرين. ومن هنا فبالإمكان تصنيف الدور السعودي كبلد "مساند" بعيداً عن أي شكل من اشكال التدخّل الناعم او الفظّ في شؤون الدول الأخرى، انها دولة مسانَدَة تبغي الخير والتقدم للآخرين. بمعنى آخر فسياسة السعودية تُبنَى على عدم التدخُّل في شؤون الآخرين اللهم إلّا اذا تعرَّض أمنها واستقرارها إلى تهديدٍ ما. لا شك أنّ السعودية وايران دولتين اقليميّتين منذ عهود. ففي عهد الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون (1969-1974) تقرَّر تفويض قوة اقليمية ما لترعى المصالح الاميركية. وقع الاختيار على سلفادور الليندي في تشيلي ليكون شرطي واشنطن في اميركا اللاتينيّة ، وعلى شاه ايران رضا بهلوي كي يلعب الدور نفسه لكن في منطقة الخليج. غدَت طهران قوة اقليمية فاستباحت الجزر الثلاث الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى. نجح شاه ايران في استنزاف صدام حسين في العراق لحين التوقيع على اتفاق الجزائر 1975 والذي قَضَى بحصول طهران على حقوق في شط العرب مقابل تخلّيها عن دعم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم