الأحد - 19 أيار 2024

إعلان

كتاب مفتوح من الإمام الحُسَين...

المصدر: "النهار"
Bookmark
مسلمون شيعة يحيون ذكرى عاشوراء في حرم مرقد الإمام الحسين بن علي في كربلاء (أ ف ب).
مسلمون شيعة يحيون ذكرى عاشوراء في حرم مرقد الإمام الحسين بن علي في كربلاء (أ ف ب).
A+ A-
عبد الغني طليسلن أقول رأيتُ في ما يرى النائم ، بل سأجزم أنني سمعت الإمام الحسين بجوارحي كلّها ، يقول في واحدةٍ من ساحات الضاحية الجنوبية ، بصوت مرفوع :السلام عليكم . بلغَني أن هناك سجالاً عقيماً يجري ، منذ سنوات لا يصغي فيه أحد منكم لأحَد منكم ،حول إقامة ذكراي في عاشوراء ، في بلدكم الحبيب لبنان الذي لم أتشرّف بمعرفته في حياتي ، فأدركتُه بعد مماتي بأنه البلد الذي كنتُ سنَداً معنويّاً أساسيّاً في عقيدته الدينية والوطنية المقاوِمة التي أخرجَت عدوّكم وعدو الإنسانية من أرضكم ، فشكراً لكم ، أحياء وشهداء في سبيل كرامتكم ..لكنني أشعر اليوم أن هناك ضرورة حاسمة في أنْ أتدخّل بين رأيين عندكم ، أحدُهما يريد أن تكون الأيامُ العَشرةُ (لا أدري كيف أصبحَت أياماً عَشرة ومقتلي ومقتل عِزْوَتي كلها حصل في يوم واحد!) أيّاماً متشحة بالسّوَاد في البيوت والملابس وكل مكان ، ومكبّرات الصوت تدَوّي من الصباح إلى آخِر الليل ، مجالسَ تعزيةٍ وأناشيدَ حماسيةً ودينيةً ولطماً على الوجوه والصدور ، فينزعج كثيرٌ منكم ، ويضطرب كثيرٌ آخَر ، ليطمئنّ كثيرٌ آخرون . وهناك رأي آخر يريد أن تكون الذكرى بين الإنسان ونفسه وبيته أو في أماكن خاصة يشاهدها ويسمعها من قرّر المجيء إليها ، لا على مَلَإِ المدينة أو الحي أو البلدة ..ولأنني أعلم أن المطالبين بالرأي الأول يحبونني ، لكنْ ليس أكثر من المطالبين بالرأي الثاني ، وإنما الخلاف على الطريقة في إحياء الذكرى ، عامّةً شاملةً جَماعيةً أم شخصية وعائلية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم