الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تَرِكَةُ الحُكمِ والعَينُ عليها

المصدر: "النهار"
Bookmark
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
أرشيفية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
الدكتور جورج شبليفي قاموسِ اللّغة، التَّرِكةُ هي كلُّ ما يتركُهُ المُتَوَفّى للباقينَ من أهلِه، أو لِمَن يوصي بهم. أمّا في الفِقه، فهي تشملُ كلَّ ما يتركُهُ المَيتُ من ميراث، كالأموالِ، والمنافعِ، والحقوق، من دون إِغفالِ ما يتعلَّقُ بالتّركةِ من حقوقٍ للغَير، كالدُّيون، والقُروضِ... واستناداً لهذه المعايير، فإنّ التَّرِكةَ، في الحكم، عندَنا، وقد اقتربَ موسمُها، ليسَت تُحفاتٍ بَهِيَّةً تَقرعُ بابَ الزَّمن، خصوصاً بِما خلَّفَته، في بلادِنا، من رداءةِ العَيش، والكثيرِ من ظُهوراتٍ فارغةِ المُحتوى، باهتةِ القيمة، مُتَدَنِّيَةِ الوطنيّة، تغتالُ الوَعيَ الوطنيَّ لمفهومِ الدولة، ليَثبُتَ، معها، مفهومُ العَمالةِ، والإستهتارِ بالوفاء، والإنتماءُ الى ذِريّةِ الفسادِ الذي بَدَّدَ التَّرِكةِ، إذْ مالَ أهلُ السّلطةِ الى بَريقِ الدّنيا، فكانَ ضَرَرُهم بالوطنِ غيرَ شَحيح.خلالَ سنواتِ الإستقلالِ، وإِن النَّظريّ، عاينَ الوطنُ الكثيرَ من المُستَرئِسين، والقليلَ من الرّؤساء، لكنّ كَشفَ الحسابِ الذي قدَّمَتهُ بَراويزُ السّلطةِ القبيحةُ والتي تَرَبّعَ في إطارِها مَنْ تَرَبَّعوا على رؤوسِ الناس، أكَّدَ على أنّ لهؤلاءِ استِطابةً فطريّةً لِمَواقِعِها، ومَحاسِنِها، بحيثُ لا تَخمدُ نارُ اشتياقِهم إليها، يَرجونَ تَأبيدَ إقامتِهم في رُبوعِها، ويبتهلونَ لكي تكونَ هذه الإقامةُ أزَليّة. فمواقعُ النِّعَمِ فيها، لا تنضبُ منابعُها التي يبتكرونَ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم